قَالَتۡ فَذَ ٰلِكُنَّ ٱلَّذِی لُمۡتُنَّنِی فِیهِۖ وَلَقَدۡ رَ ٰوَدتُّهُۥ عَن نَّفۡسِهِۦ فَٱسۡتَعۡصَمَۖ وَلَىِٕن لَّمۡ یَفۡعَلۡ مَاۤ ءَامُرُهُۥ لَیُسۡجَنَنَّ وَلَیَكُونࣰا مِّنَ ٱلصَّـٰغِرِینَ ﴿٣٢﴾
تفسير السعدي سورة يوسف
{فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ} تدعوهن إلى منزلها للضيافة.
{وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً} أي: محلا مهيأ بأنواع الفرش والوسائد، وما يقصد بذلك من المآكل اللذيذة، وكان في جملة ما أتت به وأحضرته في تلك الضيافة، طعام يحتاج إلى سكين، إما أترج، أو غيره، {وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا} ليقطعن فيها ذلك الطعام {وَقَالَتِ} ليوسف: {اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ} في حالة جماله وبهائه.
{فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ} أي: أعظمنه في صدورهن، ورأين منظرا فائقا لم يشاهدن مثله، {وَقَطَّعْنَ} من الدهش {أَيْدِيَهُنَّ} بتلك السكاكين اللاتي معهن، {وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ} أي: تنزيها لله {مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ} وذلك أن يوسف أعطي من الجمال الفائق والنور والبهاء، ما كان به آية للناظرين، وعبرة للمتأملين.