هذا وعيدٌ شديد للظالمين وتسلية للمظلومين؛ يقول تعالى: {ولا تحسبنَّ الله غافلاً عما يعملُ الظالمون}: حيث أمهلهم وأدرَّ عليهم الأرزاق وتَرَكَهم يتقلَّبون في البلاد آمنين مطمئنِّين؛ فليس في هذا ما يدلُّ على حسن حالهم؛ فإنَّ الله يُملي للظالم ويُمْهِلُه ليزداد إثماً، حتى إذا أخذه؛ لم يُفْلِتْه، {وكذلك أخْذُ ربِّك إذا أخَذَ القُرى وهي ظالمةٌ إنَّ أخذَهُ أليمٌ شديدٌ}. والظلم ها هنا يشمل الظلم فيما بين العبد وربِّه وظلمه لعباد الله. {إنما يؤخِّرُهم ليوم تَشْخَصُ فيه الأبصارُ}؛ أي: لا تطرف من شدَّة ما ترى من الأهوال وما أزعجها من القلاقل.