يخبر تعالى عن منَّته العظيمة على عباده؛ حيث جعل لهم أزواجاً ليسكنُوا إليها، وجعل لهم من أزواجهم أولاداً تَقَرُّ بهم أعينُهم ويخدِمونهم ويقضونَ حوائِجَهم وينتفعونَ بهم من وجوهٍ كثيرةٍ، ورزَقَهم من الطيبات من المآكل والمشارب والنِّعم الظاهرة التي لا يقدِرُ العبادُ أن يُحْصوها. {أفبالباطلِ يؤمنونَ وبنعمةِ الله هم يكفُرون}؛ أي: أيؤمنون بالباطل الذي لم يكن شيئاً مذكوراً، ثم أوجَدَه الله، وليس له من وجوده سوى العدم؟ فلا تَخْلُقُ ولا تَرْزُقُ ولا تدبِّرُ من الأمور شيئاً، وهذا عامٌّ لكلِّ ما عُبِدَ من دون الله؛ فإنَّها باطلةٌ؛ فكيف يتَّخذها المشركون من دون الله. {وبنعمة الله هم يكفرون}: يجحَدونها، يستعينون بها على معاصي الله والكفر به، هل هذا إلاَّ من أظلم الظُّلم وأفجر الفجور وأسفه السَّفَه؟!