ولهذا ذكر حكمه فيهم، فقال: {ثم لَنَنزِعَنَّ مِن كلِّ شيعةٍ أيُّهم أشدُّ على الرحمن عِتِيًّا}؛ أي: ثم لننزعنَّ من كلِّ طائفةٍ وفرقةٍ من الظالمين المشتركين في الظُّلم والكفر والعتوِّ أشدَّهم عتوًّا وأعظمهم ظلماً وأكبرهم كفراً، فيقدِّمهم إلى العذاب، ثم هكذا يقدِّم إلى العذاب الأغلظ إثماً فالأغلظ، وهم في تلك الحال متلاعِنون؛ يلعنُ بعضُهم بعضاً، ويقولُ أخراهم لأولاهم: {ربَّنا هؤلاء أضَلُّونا فآتِهِم عذاباً ضِعْفاً من النار [قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون] وقالتْ أولاهم لأُخْراهم فما كان لَكُمْ علينا من فضلٍ ... }.