أي: {أفحَسِبْتُم} أيُّها الخلقُ، {أنَّما خَلَقْناكم عَبَثاً}؛ أي: سدىً وباطلاً تأكلون وتشربون وتمرَحون وتتمتَّعون بَلذَّات الدُّنيا ونتركُكم لا نأمُرُكم ولا ننهاكم ولا نُثيبكم ونعاقبكم، ولهذا قال: {وأنَّكم إلينا لا تُرْجَعونَ}؟ لا يَخْطُر هذا ببالكم. {فتعالى اللهُ}؛ أي: تعاظمَ وارتفعَ عن هذا الظنِّ الباطل الذي يرجِع إلى القدح في حكمته، {المَلكُ الحقُّ لا إله إلاَّ هو ربُّ العرش العظيم}: فكونُهُ ملكاً للخلق كلِّهم حقًّا في صدقِهِ ووعدِهِ [و] وعيدِهِ مألوهاً معبوداً لما له من الكمال ربَّ العرش العظيم فما دونه من باب أولى يمنَعُ أن يَخْلُقَكم عَبَثاً.