{وأنزلنا من السماء ماءً}: يكون رزقاً لكُم ولأنعامكم بقدر ما يكفيكم؛ فلا ينقصه [بحيث لا يكفي الأرض والأشجار، فلا يحصل منه المقصود. ولا يزيده زيادة لا تحتمل]، بحيثُ يتلف المساكن، ولا تعيش منه النباتات والأشجار، بل أنزله وقتَ الحاجة لنزوله، ثم صرفه عند التضرُّر من دوامه، {فأسكنَّاه في الأرض}؛ أي: أنزلناه عليها، فسكن واستقرَّ وأخرج بقدرةِ منزلِهِ جميع الأزواج النباتيَّة، وأسكنه أيضاً معدًّا في خزائن الأرض؛ بحيث لم يذهبْ نازلاً حتى لا يوصل إليه ولا يُبلغَ قعره. {وإنَّا على ذَهابٍ به لَقادِرونَ}: إمَّا بأن لا نُنْزِلَه، أو نُنْزِلُه فيذهب نازلاً لا يوصَل إليه، أو لا يوجد منه المقصود منه، وهذا تنبيهٌ منه لعباده أن يشكروه على نعمته ويقدِّروا عدمها؛ ماذا يحصُلُ به من الضَّرر؛ كقوله تعالى: {قلْ أرأيتُم إنْ أصبحَ ماؤكم غَوْراً فمن يأتيكم بماءٍ معين}.