أي: قُلْ لهؤلاء المكذِّبين بالبعث، العادلين بالله غيرَهُ؛ محتجًّا عليهم بما أثبتوه وأقرُّوا به من توحيد الرُّبوبيَّة وانفرادِ اللهّ بها على ما أنكروه من توحيد الإلهيَّة والعبادة، وبما أثبتوه من خَلْق المخلوقات العظيمة على ما أنكروه من إعادةِ الموتى الذي هو أسهل من ذلك: {لِمَنِ الأرضُ ومَن فيها}؛ أي: مَنْ هو الخالقُ للأرض ومَنْ عليها من حيوان ونباتٍ وجمادٍ وبحارٍ وأنهارٍ وجبال، المالك لذلك، المدبِّر له؛ فإنَّك إذا سألتَهم عن ذلك؛ لا بدَّ أن يقولوا: اللهُ وحدَه. فقل لهم إذا أقرُّوا بذلك: {أفلا تَذَكَّرونَ}؛ أي: أفلا ترجعون إلى ما ذكَّركم الله به مما هو معلومٌ عندكم مستقرٌّ في فِطَرِكُم قد يُغيبه الإعراضُ في بعض الأوقات، والحقيقة أنَّكم إن رجعتم إلى ذاكِرَتِكُم بمجرَّد التأمُّل؛ علمتُم أنَّ مالك ذلك هو المعبود وحده، وأن إلهيَّة من هو مملوكٌ أبطلُ الباطل.