ثم انتقل إلى ما هو أعظم من ذلك، فقال: {قلْ مَن ربُّ السمواتِ السبع}: وما فيها من النيِّرات والكواكب السيَّارات والثوابت، {وربُّ العرش العظيم}: الذي هو أعلى المخلوقات وأوسُعها وأعظمُها؛ فمن الذي خَلَقَ ذلك ودبَّره وصرَّفه بأنواع التدبير؟ {سيقولون لله}؛ أي: سيقرُّون بأنَّ الله ربُّ ذلك كله، قل لهم حين يُقِرُّون بذلك: {أفلا تتَّقونَ}: عبادةَ المخلوقاتِ العاجزةِ وتتَّقون الربَّ العظيم كامل القدرة عظيم السلطان؟! وفي هذا من لطف الخطاب من قوله: {أفلا تذكرون}، {أفلا تتَّقونَ}؛ والوعظ بأداة العرض الجاذبة للقلوب ما لا يخفى.