سورة المؤمنون تفسير السعدي الآية 94

رَبِّ فَلَا تَجۡعَلۡنِی فِی ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِینَ ﴿٩٤﴾

تفسير السعدي سورة المؤمنون

لمَّا أقام تعالى على المكذِّبين أدلَّتَه العظيمةَ، فلم يلتَفِتوا لها، ولم يُذْعِنوا لها؛ حقَّ عليهم العذابُ، ووُعِدوا بنزوله، وأرشد اللهُ رسولَه أن يقول: {قُلْ ربِّ إمَّا تُرِيَنِّي ما يوعَدونَ}؛ أي: أيَّ وقتٍ أريتني عذابَهم وأحضرتَني ذلك، {ربِّ فلا تَجْعَلْني في القوم الظالمين}؛ أي: اعصِمْني وارْحَمْني مما ابتلَيْتَهم به من الذُّنوب الموجبة للنقم، واحْمِني أيضاً من العذاب الذي ينزِلُ بهم؛ لأنَّ العقوبة العامَّة تَعُمُّ عند نزولها العاصي وغيره. قال الله في تقريب عذابهم: {وإنَّا على أن نُرِيَكَ ما نَعِدُهُم لَقادِرونَ}: ولكنْ إنْ أخَّرْناه؛ فلحكمةٍ، وإلاَّ؛ فقُدْرَتنا صالحةٌ لإيقاعِهِ [فيهم].