فقال:
{تبارك الذي جَعَلَ في السماء بروجاً}: وهي النجوم عمومها أو منازل الشمس و
القمر التي
[تنزلها] منزلةً منزلة، وهي بمنزلة
البروج والقلاع للمدن في حفظها، كذلك النجوم بمنزلة
البروج المجعولة للحراسة؛ فإنَّها رجومٌ للشياطين،
{وجعل فيها سِراجاً}: فيه النور والحرارة، وهي الشمس
{وقمراً منيراً}: فيه النُّورُ لا الحرارة، وهذا من أدلَّة عظمتِهِ وكثرة إحسانِهِ؛ فإنَّ ما فيها من الخَلْقِ الباهر والتَّدْبير المنتظم والجمال العظيم دالٌّ على عظمة خالِقِها في أوصافه كلِّها، وما فيها من المصالح للخَلْق والمنافع دليلٌ على كثرةِ خيراتِهِ.