فذهب به، فألقاه عليها، فقالت لقومها:
{إني أُلْقِي إليَّ كتابٌ كريمٌ}؛ أي: جليل المقدار، من أكبر ملوك الأرض، ثم بيَّنت مضمونَه، فقالت:
{إنَّه من سليمانَ وإنَّه بِسْم الله الرحمن الرحيم. أن لا تَعْلوا عليَّ وأْتُوني مسلمينَ}؛ أي: لا تكونوا فوقي، بل اخضعوا تحت سلطاني، وانقادوا لأوامري، وأقبلوا إليَّ مسلمين. وهذا في غاية الوجازة مع البيان التامِّ؛ فإنَّه تضمَّن نهيَه عن العلوِّ عليه والبقاء على حالهم التي هم عليها، والانقيادَ لأمرِهِ والدخول تحت طاعته، ومجيئَهم إليه ودعوتهم إلى الإسلام. وفيه استحبابُ ابتداء الكتب ب
البسملة كاملةً، وتقديمُ الاسم في أول عنوان الكتاب.