لما ذكر الله المنحرفين من أهل الكتاب بيَّن حالة المستقيمين منهم وأن منهم أمة مقيمون لأصول الدين وفروعه {يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف}؛ وهو الخير كله، وينهون عن المنكر وهو جميع الشر، كما قال تعالى: {ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون}؛ و {يسارعون في الخيرات}؛ والمسارعة إلى الخيرات قدر زائد على مجرد فعلها، فهو وصف لهم بفعل الخيرات والمبادرة إليها وتكميلها بكل ما تتم به من واجب ومستحب.