كان النبي - صلى الله عليه وسلم - حريصاً على الخلق مجتهداً في هدايتهم، وكان يحزن إذا لم يهتدوا، قال الله تعالى: {ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر} من شدة رغبتهم فيه وحرصهم عليه {إنهم لن يضروا الله شيئاً} فالله ناصر دينه ومؤيد رسوله ومنفذ أمره من دونهم، فلا تبالهم ولا تحفل بهم، إنما يضرون ويسعون في ضرر أنفسهم بفوات الإيمان في الدنيا، وحصول العذاب الأليم في الأخرى، من هوانهم على الله وسقوطهم من عينه وإرادته أن لا يجعل لهم نصيباً في الآخرة من ثوابه؛ خذلهم فلم يوفقهم لما وفق إليه أولياءه، ومن أراد به خيراً عدلاً منه وحكمة، لعلمه بأنهم غير زاكين على الهدى ولا قابلين للرشاد لفساد أخلاقهم وسوء قصدهم.