{ويوم يحشُرُهم جميعاً}؛ أي: العابدين لغير الله والمعبودين من دونه من الملائكةِ، {ثم يقولُ}: الله {للملائكةِ}: على وجه التوبيخ لِمَنْ عَبَدَهم: {أهؤلاء إيَّاكُم كانوا يعبدونَ}؟ فتبرؤوا من عبادتهم و {قالوا سبحانَكَ}؛ أي: تنزيهاً لك وتقديساً أنْ يكونَ لك شريكٌ أو ندٌّ، {أنت وَلِيُّنا من دونِهِم}: فنحن مفتقِرونَ إلى ولايتك، مضطرُّون إليها؛ فكيف ندعو غيرنا إلى عبادتنا؟ أم كيف نَصْلُحُ لأن نُتَّخَذَ من دونك أولياءَ وشركاءَ، ولكنْ هؤلاء المشركون {كانوا يَعْبُدون الجنَّ}؛ أي: الشياطين، يأمرونَهم بعبادتِنا أو عبادة غيرنا، فيطيعونَهم بذلك، وطاعتُهم هي عبادتُهم؛ لأنَّ العبادة الطاعة؛ كما قال تعالى مخاطباً لكلِّ من اتَّخذ معه آلهة: {ألم أعْهَدْ إليكُم يا بني آدم أنْ لا تَعْبُدوا الشيطانَ إنَّه لكم عدوٌّ مبينٌ. وأنِ أعْبُدوني هذا صراطٌ مستقيمٌ}. {أكْثَرُهم بهم مؤمنونَ}؛ أي: مصدِّقون للجنِّ منقادون لهم؛ لأنَّ الإيمانَ هو التصديقُ الموجِبُ للانقياد.