وفي تلك الحال يحزنُ المكذِّبون ويُظْهِرونَ الحسرةَ والندم ويقولون: {يا وَيْلَنا مَن بَعَثَنا مِن مَرْقَدِنا}؛ أي: من رقدتنا في القبور؛ لأنه ورد في بعض الأحاديث أنَّ لأهل القبور رقدةٌ قبيل النفخ في الصور. فيُجابون ويُقال لهم: {هذا ما وَعَدَ الرحمنُ وَصَدَقَ المرسلونَ}؛ أي: هذا الذي وعدكم اللَّه به ووعدتْكم به الرسلُ، فظهر صدقُهم رأي عينٍ. ولا تَحْسَبْ أنَّ ذكر الرحمن في هذا الموضع لمجرَّدِ الخبر عن وعدِهِ، وإنَّما ذلك للإخبار بأنَّه في ذلك اليوم العظيم سَيَرَوْنَ من رحمتِهِ ما لا يخطُرُ على الظُّنون ولا حَسَبَ به الحاسبون؛ كقوله: {المُلْكُ يومئذٍ الحقُّ للرحمن}، {وخَشَعَتِ الأصواتُ للرحمنِ}، ونحو ذلك مما يَذْكُرُ اسمَه الرحمن في هذا.