ثم لَطَفَ به لطفاً آخرَ، وامتنَّ عليه مِنَّةً عظمى، وهو أنَّه أرسله {إلى مائةِ ألفٍ}: من الناس {أو يَزيدونَ}: عنها، والمعنى أنَّهم إنْ لم يزيدوا عنها؛ لم ينقُصوا، فدعاهم إلى الله تعالى، {فآمنوا}: فصاروا في موازينِهِ؛ لأنَّه الدَّاعي لهم، {فمتَّعْناهم إلى حينٍ}: بأن صَرَفَ الله عنهم العذابَ بعد ما انعقدتْ أسبابُهُ؛ قال تعالى: {فلولا كانتْ قريةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إيمانُها إلاَّ قومَ يونُسَ لما آمنوا كَشَفْنا عنهم عذابَ الخِزْي في الحياة الدُّنيا ومَتَّعْناهم إلى حينٍ}.