ولهذا قال: {ألا إنَّهم من إفْكِهِم}؛ أي: كذبهم الواضح؛ {ليَقولونَ وَلَدَ اللهُ وإنَّهم لَكاذبونَ. أصطفى}؛ أي: اختار {البناتِ على البنينَ. مالَكُم كيفَ تَحْكُمونَ}: هذا الحكمَ الجائرَ. {أفلا تَذَكَّرونَ}: وتميِّزونَ هذا القول الباطل الجائر؟ فإنَّكم لو تَذَكَّرْتُم؛ لم تقولوا هذا القول. {أم لكم سلطانٌ مبينٌ}؛ أي: حجَّة ظاهرةٌ على قولكم من كتابٍ أو رسول، وكلُّ هذا غير واقع، ولهذا قال: {فأتوا بكتابِكُم إن كُنتُم صادقينَ}: فإنَّ مَنْ يقولُ قولاً لا يُقيم عليه حجَّة شرعيَّة؛ فإنَّه كاذبٌ متعمِّدٌ أو قائلٌ على الله بلا علم.