كأنه قيل: ما الذي أوْصَلَهم إلى هذه الدار؟ فقال: {إنّهم ألْفَوْا}؛ أي: وجدوا {آباءهم ضالِّينَ. فهم على آثارِهِم يُهْرَعونَ}؛ أي: يسرعون في الضلال، فلم يلتفتوا إلى ما دعتهم إليه الرسلُ ولا إلى ما حَذَّرَتْهم عنه الكتبُ ولا إلى أقوال الناصحين، بل عارضوهم بأنْ قالوا: إنَّا وَجَدْنا آباءنا على أمَّةٍ وإنا على آثارهم مقتدونَ. {ولقد ضلَّ قبلَهم}؛ أي: قبل هؤلاء المخاطبينَ {أكثرُ الأولينَ}: وقليلٌ منهم آمن واهتدى، {ولقد أرْسَلْنا فيهم مُنذِرينَ}: ينذِرونَهم عن غيِّهم وضلالهم، {فانظُرْ كيف كان عاقبةُ المنذَرين}: كانت عاقبتهم الهلاك والخزي والفضيحة؛ فليحذرْ هؤلاء أن يستمرُّوا على ضلالهم فيصيبهم مثلُ ما أصابهم.