{أليسَ اللهُ بكافٍ عبدَه}؛ أي: أليس من كرمِهِ وجودِهِ وعنايتِهِ بعبده الذي قام بعبوديَّته وامتثل أمرَه واجتنب نهيَه، خصوصاً أكمل الخلق عبوديَّةً لربِّه، وهو محمدٌ - صلى الله عليه وسلم -؛ فإنَّ الله تعالى سيكفيه في أمر دينه ودُنياه ويدفعُ عنه من ناوأه بسوءٍ. {ويخوِّفونَكَ بالذين من دونِهِ}: من الأصنام والأندادِ أن تنالَكَ بسوءٍ، وهذا من غيِّهم وضلالهم. {ومن يُضْلِلِ اللهُ فما له من هادٍ. ومَن يَهْدِ اللهُ فما له من مُضِلٍّ}: لأنه تعالى الذي بيدِهِ الهدايةُ والإضلالُ، وهو الذي ما شاء كان وما لم يشأ لم يكنْ. {أليس الله بعزيزٍ}: له العزةُ الكاملةُ التي قَهَرَ بها كلَّ شيء، وبعزَّتِهِ يكفي عبده، ويدفعُ عنه مكرَهم {ذي انتقام}: ممَّنْ عصاه، فاحْذَروا موجباتِ نقمتِهِ.