لما ذكر تعالى أنَّه الحاكم بين عباده، وذكر مقالة المشركين وشناعَتَها، كأنَّ النفوس تشوَّفَتْ إلى ما يفعل الله بهم يوم القيامةِ، فأخبر أنَّ لهم سوءَ {العذابِ}؛ أي: أشدَّه وأفظعه؛ كما قالوا أشدَّ الكفر وأشنعَه، وأنَّهم على الفرض والتقدير لو كان لهم ما في الأرض جميعاً من ذهبها وفضَّتها ولُؤْلئِها وحيواناتها وأشجارِهِا وزروعِها وجميع أوانيها وأثاثها، ومثلُهُ معه، ثم بَذَلوه {يوم القيامةِ} ليفتدوا به من العذابِ ويَنْجوا منه؛ ما قُبِلَ منهم، ولا أغنى عنهم من عذاب الله شيئاً، يوم لا ينفعُ مالٌ ولا بنونَ إلاَّ مَنْ أتى الله بقلبٍ سليم. {وبَدا لهم من اللهِ ما لم يكونوا يَحْتَسِبونَ}؛ أي: يظنُّون من السخطِ العظيم والمقتِ الكبيرِ، وقد كانوا يحكُمون لأنفسهم بغير ذلك.