{له مقاليدُ السمواتِ والأرضِ}؛ أي: مفاتيحُها علماً وتدبيراً؛ فـ {ما يَفْتَحِ اللهُ للناس من رحمةٍ فلا مُمْسِكَ لها وما يُمْسِكْ فلا مرسلَ له من بعدِهِ وهو العزيزُ الحكيم}. فلما بَيَّنَ من عظمتِهِ ما يقتضي أنْ تمتلئ القلوبُ له إجلالاً وإكراماً؛ ذَكَرَ حالَ من عكسَ القضيةَ فلم يَقْدِرْهُ حقَّ قَدْرِهِ، فقال: {والذين كفروا بآياتِ الله}: الدالَّة على الحقِّ اليقين والصراطِ المستقيم؛ {أولئك هم الخاسرونَ}: خسروا ما به تَصْلُحُ القلوبُ من التألُّه والإخلاص لله، وما به تَصْلُحُ الألسنُ من إشغالها بذِكْرِ الله، وما تَصْلُحُ به الجوارحُ من طاعةِ الله، وتعوَّضوا عن ذلك كلَّ مفسدٍ للقلوب والأبدانِ، وخَسِروا جناتِ النعيم، وتعوَّضوا عنها بالعذابِ الأليم.