ولهذا قال: {إنَّ الذين كفروا وظلموا}: وهذا الظلم هو زيادة على كفرهم، وإلاَّ؛ فالكفر عند إطلاق الظُّلم يدخل فيه، والمراد بالظلم هنا: أعمال الكفر والاستغراق فيه؛ فهؤلاء بعيدون من المغفرة والهداية للصراط المستقيم، ولهذا قال: {لم يكنِ الله ليغفرَ لهم ولا ليهدِيَهم طريقاً إلَّا طريقَ جهنَّم}، وإنَّما تعذَّرت المغفرة لهم والهداية لأنَّهم استمرُّوا في طُغيانهم وازدادوا في كفرِهم فطُبِعَ على قلوبهم وانسدَّت عليهم طرقُ الهداية بما كسبوا وما ربُّك بظلاَّم للعبيد. {وكان ذلك على الله يسيراً}؛ أي: لا يُبالي الله بهم ولا يعبأ؛ لأنَّهم لا يَصْلُحون للخير، ولا يَليق بهم إلاَّ الحالة التي اختاروها لأنفسهم.