يقول تعالى: إنَّ هذه سنَّتُنا في الخلق أن لا نَتْرُكَهم هملاً؛ فكم {أرسَلْنا من نبيٍّ في الأوَّلين}: يأمرونهم بعبادة الله وحده لا شريك له، ولم يزل التكذيبُ موجوداً في الأمم. {وما يأتيهم من نبيٍّ إلاَّ كانوا به يستهزِئونَ}: جَحْداً لما جاء به، وتكبُّراً على الحقِّ، {فأهْلَكْنا أشدَّ} من هؤلاء {بطشاً}؛ أي: قوة وأفعالاً وآثاراً في الأرض، {ومضى مَثَلُ الأوَّلين}؛ أي: مضت أمثالُهم وأخبارُهم وبيَّنَّا لكم منها ما فيه عبرةٌ ومزدجَرٌ عن التكذيب والإنكار.