{لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ} أي: أصحاب هاتين الجنتين، متكأهم على الرفرف الأخضر، وهي الفرش التي فوق المجالس العالية، التي قد زادت على مجالسهم، فصار لها رفرفة من وراء مجالسهم، لزيادة البهاء وحسن المنظر، {وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ} العبقري: نسبة لكل منسوج نسجا حسنا فاخرا، ولهذا وصفها بالحسن الشامل، لحسن الصنعة وحسن المنظر، ونعومة الملمس، وهاتان الجنتان دون الجنتين الأوليين، كما نص الله على ذلك بقوله: {وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ} وكما وصف الأوليين بعدة أوصاف لم يصف بها الأخريين، فقال في الأوليين: {فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ} وفي الأخريين: {عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ} ومن المعلوم الفرق بين الجارية والنضاخة.
وقال في الأوليين: {ذَوَاتَا أَفْنَانٍ} ولم يقل ذلك في الأخريين. وقال في الأوليين: {فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ} وفي الأخريين {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} وقد علم ما بين الوصفين من التفاوت.