لما ذكر تعالى نعمته على عباده بالطعام؛ ذَكَرَ نعمته عليهم بالشراب العذب الذي منه يشربون، وأنَّه لولا أنَّ الله يسَّره وسهَّله؛ لما كان لكم إليه سبيلٌ ، وأنَّه الذي أنزله {من المزنِ}: وهو السحابُ والمطرُ الذي يُنْزِلُه الله تعالى، فيكون منه الأنهار الجارية على وجه الأرض وفي بطنها، ويكون منه الغدرانُ المتدفِّقة، ومن نعمته تعالى أن جعله عذباً فراتاً تُسيغُه النفوس، ولو شاء؛ لَجَعَلَهُ ملحاً {أجاجاً}: لا يُنتفع به ، {فلولا تشكرون}: الله تعالى على ما أنعم به عليكم.