ثم أمر بالمسابقة إلى مغفرة الله ورضوانه وجنته، وذلك يكون بالسعي بأسباب المغفرةِ من التوبة النَّصوح، والاستغفار النَّافع، والبعد عن الذُّنوب ومظانِّها، والمسابقة إلى رضوان الله بالعمل الصالح، والحرص على ما يُرضي الله على الدَّوام من الإحسان في عبادة الخالق، والإحسان إلى الخلق بجميع وجوه النفع، ولهذا ذكر الله الأعمالَ الموجبةَ لذلك، فقال: {وجنَّةٍ عرضُها السمواتُ والأرضُ أعِدَّتْ للذين آمنوا باللهِ ورسلِهِ}، والإيمانُ بالله ورُسُلِهِ يدخلُ فيه أصولُ الدِّين وفروعها. {ذلك فضلُ الله يؤتيهِ مَن يشاءُ}؛ أي: هذا الذي بيَّنَّاه لكم وذَكَرْنا [لكم فيه] الطُّرُقَ الموصلة إلى الجنة والطُّرُقَ الموصلة إلى النار، وأنَّ ثواب الله بالأجر الجزيل والثواب الجميل من أعظم منَّته على عباده وفضله، {والله ذو الفضل العظيم}: الذي لا يُحصى ثناءٌ عليه، بل هو كما أثنى على نفسه، وفوق ما يُثني عليه أحدٌ من خلقه.