{يا أيُّها الذين آمنوا لم تقولونَ ما لا تفعلونَ}؛ أي: لم تقولونَ الخير وتحثُّون عليه، وربما تمدَّحتم به وأنتم لا تفعلونه، وتَنْهَوْنَ عن الشرِّ، وربَّما نزَّهتم أنفسكم عنه وأنتم متلوِّثون متَّصفون به؛ فهل تليقُ بالمؤمنين هذه الحالة الذَّميمة؟! أم من أكبر المقت عند الله أن يقولَ العبدُ ما لا يفعل؟! ولهذا ينبغي للآمر بالخير أن يكونَ أولَ الناس إليه مبادرةً، والناهي عن الشرِّ أن يكون أبعدَ الناس عنه ؛ قال تعالى: {أتأمرونَ الناس بالبِرِّ وتَنسَوْنَ أنفسَكم وأنتُم تتلونَ الكِتابَ أفَلا تَعْقِلونَ}، وقال شعيبٌ عليه السلام [لقومه]: {وما أريدُ أن أخالِفَكُم إلى ما أنهاكم عنه}.