لمَّا ذكر تعالى إنكارَ مَنْ أنكر البعث، وأنَّ ذلك منهم موجبٌ كفرَهم بالله وآياته؛ أمر بما يعصمُ من الهلكة والشقاء، وهو الإيمان به وبرسوله وبكتابه ، وسمَّاه الله نوراً؛ لأنَّ النور ضدُّ الظلمة؛ فما في الكتاب الذي أنزله الله من الأحكام والشرائع والأخبار أنوارٌ يُهتدى بها في ظُلمات الجهل المدلهمَّة، ويمشى بها في حِنْدِسِ الليل البهيم، وما سوى الاهتداء بكتاب الله؛ فهي علومٌ ضررها أكثر من نفعها، وشرُّها أكثر من خيرها، بل لا خير فيها ولا نفع؛ إلاَّ ما وافق ما جاءت به الرسل، والإيمانُ بالله ورسوله وكتابه يقتضي الجزم التامَّ واليقين الصادق بها والعمل بمقتضى ذاك التصديق من امتثال الأوامر واجتناب النواهي. {والله بما تعملونَ خبيرٌ}: فيجازيكم بأعمالكم الصالحة والسيِّئة.