{أفأمنوا مَكْرَ الله}: حيث يستدرِجُهم من حيث لا يعلمونَ، ويُملي لهم إنَّ كيده متين. {فلا يأمنُ مكرَ اللهِ إلا القومُ الخاسرون}: فإنَّ من أمِنَ من عذاب الله؛ فإنه لم يصدِّق بالجزاء على الأعمال ولا آمن بالرسل حقيقة الإيمان. وهذه الآية الكريمة فيها من التخويف البليغ على أنَّ العبد لا ينبغي له أن يكون آمناً على ما معه من الإيمان، بل لا يزالُ خائفاً وَجِلاً أن يُبتلى ببليَّةٍ تسلب ما معه من الإيمان، وأن لا يزال داعياً بقوله: يا مقلب القلوب! ثبِّتْ قلبي على دينك، وأن يعمل ويسعى في كلِّ سبب يخلِّصه من الشرِّ عند وقوع الفتن؛ فإنَّ العبد ولو بلغت به الحال ما بلغتْ؛ فليس على يقين من السلامة.