هذا من الويل الذي أُعِدَّ للمجرمين المكذِّبين أنْ يقال لهم يوم القيامةِ: {انطَلِقوا إلى ما كُنتُم به تكذِّبونَ}: ثم فسَّر ذلك بقوله: {انطَلِقوا إلى ظِلٍّ ذي ثلاثٍ شُعَبٍ}؛ أي: إلى ظلِّ نار جهنَّم التي تتمايز في خلاله ثلاث شعب؛ أي: قطع من النار تتعاوره وتتناوبه وتجتمع به. {لا ظليلٍ}: ذلك الظلُّ؛ أي: لا راحة فيه ولا طمأنينة، {ولا يُغْني}: من مَكَثَ فيه {من اللَّهب}: بل اللهب قد أحاط به يمنةً ويسرةً ومن كلِّ جانب؛ كما قال تعالى: {لهم من فوقهم ظُلَلٌ من النار ومن تحتِهِم ظُلَلٌ}، {لهم من جَهنَّمَ مهادٌ ومن فوقِهِم غواشٍ وكذلك نجزي الظَّالمينَ}. ثم ذكر عِظَمَ شرر النار الدالِّ على عظمها وفظاعتها وسوء منظرها، فقال: {إنها تَرْمي بشررٍ كالقَصْر. كأنَّه جِمالةٌ صُفْرٌ}: وهي السود التي تضرِب إلى لونٍ فيه صفرة، وهذا يدلُّ على أن النار مظلمة لهبها وجمرها وشررها، وأنها سوداءُ كريهةُ المنظر شديدةُ الحرارة؛ نسأل الله العافية منها، ومن الأعمال المقرِّبة منها. {ويلٌ يومئذٍ للمكذِّبين}.