أي: عن أيِّ شيءٍ يتساءل المكذِّبون بآيات الله؟ ثم بيَّن ما يتساءلون عنه فقال:
{عن النبإ العظيم. الذي هم فيه مختلفونَ}؛ أي: عن الخبر العظيم الذي طال فيه نزاعُهم وانتشر فيه خلافُهم على وجه التَّكذيب والاستبعاد، وهو
النبأ الذي لا يقبل الشكَّ ولا يدخُلُه الريبُ، ولكن المكذِّبون بلقاء ربِّهم لا يؤمنون، ولو جاءتهم كلُّ آيةٍ، حتى يَرَوُا العذاب الأليم، ولهذا قال:
{كلاَّ سيعلمونَ. ثم كلاَّ سيعلمونَ}؛ أي: سيعلمون إذا نزل بهم العذابُ ما كانوا به يكذبون حين
{يُدَعُّون إلى نار جَهَنَّم دعًّا}. ويقال لهم:
{هذه النَّار التي كنتُم بها تكذِّبونَ}.