أي: الذي أعطاهم هذه العطايا هو ربُّهم، {ربُّ السمواتِ والأرضِ}: الذي خلقها ودبَّرها. {الرحمن}: الذي رحمته وسعتْ كلَّ شيءٍ، فربَّاهم ورحمهم ولطف بهم حتى أدركوا ما أدركوا. ثم ذكر عَظَمَتَه وملكَه العظيم يوم القيامةِ، وأنَّ جميع الخلق كلَّهم ساكتون ذلك اليوم لا يتكلَّمون و {لا يملِكونَ منه خطاباً}؛ {إلاَّ مَنْ أذِنَ له الرحمن وقال صواباً}: فلا يتكلَّم أحدٌ إلاَّ بهذين الشرطين: أن يأذنَ الله له في الكلام، وأنْ يكونَ ما تكلَّم به صواباً؛ لأنَّ {ذلك اليوم} [هو] {الحقُّ}: الذي لا يَروج فيه الباطلُ ولا ينفعُ فيه الكذب. وفي ذلك اليوم {يقومُ الرُّوح}: وهو جبريلُ عليه السلام، الذي هو أفضلُ الملائكة، {والملائكةُ}: أيضاً يقوم الجميع {صفًّا}: خاضعين لله، لا يتكلَّمون إلاَّ بإذنه. فلمَّا رَغَّب ورَهَّب وبشَّرَ وأنذر؛ قال: {فَمَن شاء اتَّخذ إلى ربِّه مآباً}؛ أي: عملاً وقَدَمَ صدقٍ يرجع إليه يوم القيامةِ.