{دعواهم فيها سبحانك اللهمَّ}؛ أي: عبادتهم فيها لله أولها تسبيحٌ لله وتنزيهٌ له عن النقائص، وآخرها تحميدٌ لله؛ فالتكاليف سقطت عنهمفي دار الجزاء، وإنما بقي لهم أكملُ اللَّذَّات، الذي هو ألذُّ عليهم من المآكل اللَّذيذة، ألا وهو ذِكْرُ الله الذي تطمئنُّ به القلوب وتفرحُ به الأرواح، وهو لهم بمنزلة النفس من دون كلفةٍ ومشقَّةٍ. {و} أما تحيَّتُهم فيما بينَهم عند التلاقي والتَّزاور؛ فهو السلامُ؛ أي: كلامٌ سالمٌ من اللغو والإثم، موصوفٌ بأنه {سلامٌ}. وقد قيل في تفسير قوله: {دعواهُم فيها سبحانك [اللهمّ] ... } إلى آخر الآية: إن أهل الجنة إذا احتاجوا إلى الطعام والشراب ونحوهما؛ قالوا: سبحانك اللهمَّ! فَأُحْضِرَ لهم في الحال، فإذا فرغوا قالوا: {الحمدُ لله ربِّ العالمين}.