﴿وَیَوۡمَ یَحۡشُرُهُمۡ كَأَن لَّمۡ یَلۡبَثُوۤاْ إِلَّا سَاعَةࣰ مِّنَ ٱلنَّهَارِ یَتَعَارَفُونَ بَیۡنَهُمۡۚ﴾ يوم
الحشر يكتشف الناس أن حياتهم الدنيا لم تكن بشيءٍ أمام سعة الآخرة وآمادها التي لا تنتهي عند حدٍّ، حتى كأن الدنيا كلها لم تكن غير ساعة لا تتسع لأكثر من التعارف!
﴿وَإِمَّا نُرِیَنَّكَ بَعۡضَ ٱلَّذِی نَعِدُهُمۡ﴾ من العذاب الدنيوي.
﴿أَوۡ نَتَوَفَّیَنَّكَ﴾ يا محمد قبل تعذيبهم.
﴿فَإِذَا جَاۤءَ رَسُولُهُمۡ﴾ فكذبوه
﴿قُضِیَ بَیۡنَهُم بِٱلۡقِسۡطِ﴾ العدل.
﴿وَیَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلۡوَعۡدُ﴾ متى يوم الساعة؟ يسألون سؤال المكذِّب المستهزئ.
﴿لَّاۤ أَمۡلِكُ لِنَفۡسِی ضَرࣰّا وَلَا نَفۡعًا﴾ لأني لا أعلم الغيب، فمن باب أَولَى أني لا أعلم الساعة.
﴿فَلَا یَسۡتَـٔۡخِرُونَ سَاعَةࣰ وَلَا یَسۡتَقۡدِمُونَ﴾ لأن الأجل محسوم لا يقبل التقديم ولا التأخير.
﴿إِنۡ أَتَىٰكُمۡ عَذَابُهُۥ بَیَـٰتًا﴾ وأنتم نائمون
﴿أَوۡ نَهَارࣰا﴾ وأنتم مشغولون بأعمالكم ووظائفكم.
﴿مَّاذَا یَسۡتَعۡجِلُ مِنۡهُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ﴾ أي: فما الذي كنتم تستَعجِلُونه منه؟ وهو استفهامٌ على سبيل التهكُّم؛ لأنهم كانوا يسألون الرسولَ
ﷺ أن يأتِيَهم بالعذاب تكذيبًا وتحدِّيًا له
﴿أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ ءَامَنتُم بِهِۦۤۚ ءَاۤلۡـَٔـٰنَ وَقَدۡ كُنتُم بِهِۦ تَسۡتَعۡجِلُونَ﴾.
﴿۞ وَیَسۡتَنۢبِـُٔونَكَ أَحَقٌّ هُوَۖ﴾ يستخبِرُونك عن يوم القيامة.
﴿وَلَوۡ أَنَّ لِكُلِّ نَفۡسࣲ ظَلَمَتۡ مَا فِی ٱلۡأَرۡضِ لَٱفۡتَدَتۡ بِهِۦۗ﴾ لو كان الظالم هناك يملك قدر ما في الدنيا كلِّها لافتدى به، ولكن هيهات فلا طريق هناك للتملك ولا للفداء.
﴿قَدۡ جَاۤءَتۡكُم مَّوۡعِظَةࣱ مِّن رَّبِّكُمۡ﴾ القرآن الكريم.
﴿قُلۡ بِفَضۡلِ ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَ ٰلِكَ فَلۡیَفۡرَحُواْ﴾ هو الفرح بالإسلام دين الرحمة والهدى والخير، وفيه إشارة أن التديُّن في الإسلام ليس تديُّن الرهبنة والعزلة والحزن، بل هو دين الحياة، الدين الذي يعمل لإسعاد البشر في الدنيا والآخرة.
﴿هُوَ خَیۡرࣱ مِّمَّا یَجۡمَعُونَ﴾ من حطام الدنيا؛ لأن سعادة الإنسان ذاتيَّة داخليَّة وليست بما يجمع من كنوزٍ ومتاع.
﴿فَجَعَلۡتُم مِّنۡهُ حَرَامࣰا وَحَلَـٰلࣰا﴾ بأهوائكم، كما مرَّ في
الأنعام وأسمائها وأصنافها عندهم.
﴿قُلۡ ءَاۤللَّهُ أَذِنَ لَكُمۡۖ﴾ دلالة أن التشريع من حقِّ الله وحده، ومن شرَّعَ خلاف ما أراده الله فقد تعدَّى وافترى.
﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ﴾ بما شرَّع لهم من سبل الهداية والخير، إضافة إلى فضله في الخلق والرزق وما يتعلق بهما.
﴿إِلَّا كُنَّا عَلَیۡكُمۡ شُهُودًا﴾ فلا يخفى علينا شيءٌ من أعمالكم دقّها وجلّها.
﴿إِذۡ تُفِیضُونَ فِیهِۚ﴾ تباشرون أعمالكم وتنغمسون فيها.
﴿وَمَا یَعۡزُبُ﴾ وما يغيب.
﴿مِّثۡقَالِ ذَرَّةࣲ﴾ وزن ذرة.
﴿وَلَاۤ أَصۡغَرَ مِن ذَ ٰلِكَ﴾ أصغر من الذرَّة، إشارة إلى ما تتكون منه الذرة، والله أعلم.
﴿أَوۡلِیَاۤءَ ٱللَّهِ﴾ جَمعٌ، مفرده وليٍّ، وهو كلُّ مؤمنٍ تقيٍّ
﴿ٱلَّذِینَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ یَتَّقُونَ﴾.
﴿لَا خَوۡفٌ عَلَیۡهِمۡ﴾ لأنهم في كَنَف الله ورحمته.
﴿وَلَا هُمۡ یَحۡزَنُونَ﴾ على ما فاتَهم من حطام الدنيا ونحوه؛ لأن نعيمَ الجنة والقُربَ من الله يُنسِيهم كلَّ ذلك.
﴿لَهُمُ ٱلۡبُشۡرَىٰ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا﴾ المؤيِّدات الربَّانيَّة؛ كطمأنينة القلب، واستجابة الدعاء، والرؤيا الصالحة، ونحو ذلك.
﴿لَا تَبۡدِیلَ لِكَلِمَـٰتِ ٱللَّهِۚ﴾ لسننه الثابتة ووعده لعباده بالثواب والرضا والجنة.
﴿وَلَا یَحۡزُنكَ قَوۡلُهُمۡۘ﴾ قول المشركين من تكذيبٍ واستهزاءٍ.
﴿إِنَّ ٱلۡعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِیعًاۚ﴾ مواساةً لرسول الله
ﷺ على ما يَلقَى من تكذيبٍ واستهزاءٍ، كأنه يقول له: أنت مع الله العزيز القوي فلا تلتفت لهؤلاء.
﴿وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا یَخۡرُصُونَ﴾ يقولون ما لا يعلمون.
﴿لِتَسۡكُنُواْ فِیهِ﴾ مع أزواجكم وأولادكم راحةً وأُنسًا وهدوءًا.
﴿وَٱلنَّهَارَ مُبۡصِرًاۚ﴾ مُضيئًا، ترون فيه مصالحكم وأرزاقكم وشؤون حياتكم.
﴿سُبۡحَـٰنَهُۥ ۖ﴾ تنزَّه عن قولهم.
﴿هُوَ ٱلۡغَنِیُّۖ﴾ فلا يحتاج للولد ولا لغيره.
﴿إِنۡ عِندَكُم مِّن سُلۡطَـٰنِۭ بِهَـٰذَاۤۚ﴾ ليس عندكم دليل على هذا القول.
﴿مَتَـٰعࣱ فِی ٱلدُّنۡیَا﴾ مدةٌ يسيرةٌ يُمهِلُهم الله فيها
﴿ثُمَّ إِلَیۡنَا مَرۡجِعُهُمۡ﴾.