تتناول سورة
العاديات علاقةَ الإنسان بربِّه، ذلك الإنسان الذي ينعَم بهذا الخير الذي سخَّره الله له، ثم ينسى الله وينسى حسابه، وثوابه وعقابه، وقد مهَّدت السورة لهذا الموضوع بقَسَمٍ مُؤكَّدٍ ومُتسلسلٍ يحمِلُ دلالاتٍ أخرى تتَّصِل بحركة الإنسان وما سخَّره الله له، وكما يأتي:
أولًا: يُقسِمُ الله تعالى في مُستهلِّ هذه السورة بالخَيل التي سخَّرها الله لهذا الإنسان، يُقسِمُ بها، ويُبيِّنُ صفاتها وهي تعدُو وتضرِب الأرض بسنابِكِها وتُثيرُ الغُبار مِن خلفها
﴿وَٱلۡعَـٰدِیَـٰتِ ضَبۡحࣰا ﴿١﴾ فَٱلۡمُورِیَـٰتِ قَدۡحࣰا ﴿٢﴾ فَٱلۡمُغِیرَ ٰتِ صُبۡحࣰا ﴿٣﴾ فَأَثَرۡنَ بِهِۦ نَقۡعࣰا ﴿٤﴾ فَوَسَطۡنَ بِهِۦ جَمۡعًا﴾.
ثانيًا: أمَّا جواب القسَم فكان عن ذلك الإنسان الكَنُود الحريص على المال والمتاع والحطام
﴿إِنَّ ٱلۡإِنسَـٰنَ لِرَبِّهِۦ لَكَنُودࣱ ﴿٦﴾ وَإِنَّهُۥ عَلَىٰ ذَ ٰلِكَ لَشَهِیدࣱ ﴿٧﴾ وَإِنَّهُۥ لِحُبِّ ٱلۡخَیۡرِ لَشَدِیدٌ﴾.
ثالثًا: ثُمّ تختتم السورة بتحذير هذا الإنسان؛ فإنَّ وراءه يومًا سيخرج فيه من قبره، وسيظهر ما كان يُخفِيه في صدره، وسيقِف أمام ربِّه العليم الخبير
﴿۞ أَفَلَا یَعۡلَمُ إِذَا بُعۡثِرَ مَا فِی ٱلۡقُبُورِ ﴿٩﴾ وَحُصِّلَ مَا فِی ٱلصُّدُورِ ﴿١٠﴾ إِنَّ رَبَّهُم بِهِمۡ یَوۡمَىِٕذࣲ لَّخَبِیرُۢ﴾.