سورة
القارعة لها موضوعٌ واحدٌ فقط، وهو التذكير بالآخرة وما فيها من أهوالٍ وأحوالٍ، وحسابٍ وجزاءٍ، فتستهلُّ استهلالًا مباشرًا كأنَّه يُنذر بمداهمة الساعة ومجيئها على غفلةٍ من الخلق:
﴿ٱلۡقَارِعَةُ﴾ وهي هنا مبتدأٌ ينتظر الخبر، فيأتي خبَرُها سؤالًا سريعًا ومفاجِئًا ليزيدها إبهامًا، ويزيد السامع تشويقًا:
﴿مَا ٱلۡقَارِعَةُ﴾، ثم يتبع السؤالَ سؤالٌ آخر:
﴿وَمَاۤ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلۡقَارِعَةُ﴾، ثم يأتي الجوابُ وقد شَخصت الأنظار والأسماع لمعرفته:
﴿یَوۡمَ یَكُونُ ٱلنَّاسُ كَٱلۡفَرَاشِ ٱلۡمَبۡثُوثِ ﴿٤﴾ وَتَكُونُ ٱلۡجِبَالُ كَٱلۡعِهۡنِ ٱلۡمَنفُوشِ﴾.
هذه هي القارِعة؛ أن تُفتَّت الجبال حتى تصِيرَ هباءً، فما بالُك بما هو دُون الجبال! وبعد هذا الخراب الشامِل، يأتي الحساب على ما قدّمه الإنسان في حياته على هذه الأرض، ويأتي مع الحساب الجزاء
﴿فَأَمَّا مَن ثَقُلَتۡ مَوَ ٰزِینُهُۥ ﭵفَهُوَ فِی عِیشَةࣲ رَّاضِیَةࣲ ﴿٧﴾ وَأَمَّا مَنۡ خَفَّتۡ مَوَ ٰزِینُهُۥ ﴿٨﴾ فَأُمُّهُۥ هَاوِیَةࣱ ﴿٩﴾ وَمَاۤ أَدۡرَىٰكَ مَا هِیَهۡ ﴿١٠﴾ نَارٌ حَامِیَةُۢ﴾.