﴿لِإِیلَـٰفِ قُرَیۡشٍ ﴿١﴾ إِۦلَـٰفِهِمۡ رِحۡلَةَ ٱلشِّتَاۤءِ وَٱلصَّیۡفِ﴾ أي: لما تألَفُه قريش في شأن تجارتها من رحلةٍ في كلِّ شتاءٍ إلى اليمن، وأخرى في كلِّ صيفٍ إلى الشام، وعدَّ كثيرٌ من المفسِّرين اللام التي في صدر السورة لام تعليل مُتعلّقة بقصة
الفيل، أي: أنّ الله أهلَكَ جيش أبرهة؛ ليبقى لقريش أمنها واستقرارها وما ألِفَتْه بشأن تجارتها، وسواء كانت هذه اللام مُتعلِّقة بالسورة التي قبلها أو أنَّها لامٌ ابتدائيَّة للتعجُّب من أمر قريش كيف يكفُرون بالله ويُشرِكون به مع رِعايةِ الله لهم، وهذا الأقربُ - والله أعلم -، إلَّا أنَّه في الحالَين لا يمكن فصل السورتَين عن بعضهما من حيث اتصال السياق، ووحدة الموضوع، والله أعلم.
﴿فَلۡیَعۡبُدُواْ رَبَّ هَـٰذَا ٱلۡبَیۡتِ ﴾ الذي حماه، وحمى شرفهم ومكانتهم وأمنهم به.
﴿ٱلَّذِیۤ أَطۡعَمَهُم مِّن جُوعࣲ وَءَامَنَهُم مِّنۡ خَوۡفِۭ ﴾ بتأمين طرق التجارة إليهم.
﴿وَءَامَنَهُم مِّنۡ خَوۡفِۭ ﴾ بعد إهلاك جيش أبرهة وتعظيم هيبتهم ومكانتهم بهذا البيت في نفوس العرب.