ولهذا وصف الله هؤلاء بالرِّياء والقسوة وعدم الرحمة، فقال:
{الذين هم يراؤون}؛ أي: يعملون الأعمال لأجل رئاء الناس،
{ويمنعون الماعون}؛ أي: يمنعون إعطاء الشيء الذي لا يضرُّ إعطاؤه على وجه العارية أو الهبة؛ كالإناء والدَّلو والفأس ونحو ذلك ممَّا جرت العادة ببذله والسَّماح به ، فهؤلاء لشدَّة حرصهم يمنعون الماعون؛ فكيف بما هو أكثر منه؟! وفي هذه السورة الحثُّ على إطعام اليتيم والمساكين، والتَّحضيض على ذلك، ومراعاة الصَّلاة، والمحافظة عليها، وعلى
الإخلاص فيها، وفي سائر الأعمال ، والحثُّ على فعل المعروف، وبذل الأمور الخفيفة كعارية الإناء والدَّلو والكتاب ونحو ذلك؛ لأنَّ الله ذمَّ من لم يفعل ذلك. والله سبحانه أعلم.