﴿فَٱسۡتَقِمۡ كَمَاۤ أُمِرۡتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ﴾ تنبيه إلى التواصل بين المؤمنين على طريق الصلة بالله والاستقامة على أمره.
﴿وَلَا تَطۡغَوۡاْۚ﴾ الطغيان: مُجاوزة الحد، وهو مخالفٌ لمعنى الاستقامة.
﴿وَلَا تَرۡكَنُوۤاْ إِلَى ٱلَّذِینَ ظَلَمُواْ﴾ الركون هو: الميل إليهم تشبُّهًا بهم، أو رغبةً بما عندهم، أو معاونةً لهم، أما الاختلاط بهم بُغية الإصلاح وتبليغ الدعوة، والتخفيف من الظلم فلا يدخل في هذا النهي قطعًا.
﴿وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ طَرَفَیِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفࣰا مِّنَ ٱلَّیۡلِۚ﴾ أوقات الصلاة في أطراف النهار وساعات الليل، وذكر طرفَي النهار؛ إشارة إلى أن النهار للعمل وكسب الرزق وليس للتعبُّد، والله أعلم.
﴿إِنَّ ٱلۡحَسَنَـٰتِ یُذۡهِبۡنَ ٱلسَّیِّـَٔاتِۚ﴾ لأن الحسنات تتضمّن الصلاة والذكر والاستغفار، وتتضمّن التسامح، والتعاون والتكافل، وإرجاع الحقوق للناس، فهذه كلها ستمحو آثار السيئات.
غير أن بعض المتعبّدين زلَّت بهم القَدَم في فهم هذه الآية؛ فهم يأكلون حقوقَ الناس من ناحيةٍ، ويتوسّعون في الغيبة والنميمة وما شاكَلَ ذلك، ثم يجتهدون في العبادات؛ ك
العمرة، وقيام رمضان، فأصبحت هذه العبادات الجليلة مدعاةً للاستمرار بالظلم والقطيعة، وهذا على خلاف مقصد الشرع قطعًا.
﴿فَلَوۡلَا كَانَ مِنَ ٱلۡقُرُونِ﴾ هلا كان، أسلوب من أساليب الطلب.
﴿أُوْلُواْ بَقِیَّةࣲ﴾ من علم وخير.
﴿وَٱتَّبَعَ ٱلَّذِینَ ظَلَمُواْ مَاۤ أُتۡرِفُواْ فِیهِ وَكَانُواْ مُجۡرِمِینَ﴾ ربط بين الظلم والجريمة والترف، فالترف المحرّم قرين التكبّر، والمتكبّر لا يرى للناس حقا معه، فيهضم حقوقهم، فإذا وقفوا بوجهه أجرم بحقّهم، هذه صورة متكررة، وهناك صور كثيرة تشهد لهذا الاقتران.
﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِیُهۡلِكَ ٱلۡقُرَىٰ بِظُلۡمࣲ﴾ أي: بظلمٍ منه لهم - حاشَا لله -، وإنما هي عاقبة أعمالهم التي اقترفوها باختيارهم وسبق إصرارهم.
﴿وَأَهۡلُهَا مُصۡلِحُونَ﴾ ولم يقل: صالحون؛ لأن الصلاح الذاتي مع عدم القدرة على الإصلاح يجعل الباطل ينتشر حتى يطوِّقَ الصالحَ ويذهب به.
﴿نُثَبِّتُ بِهِۦ فُؤَادَكَۚ﴾ حين ترى ما جرى للأنبياء السابقين، وشدة ثباتهم وصبرهم على ما يلقونه من أقوامهم.
﴿عَلَىٰ مَكَانَتِكُمۡ﴾ على حالِكم وفي مكانِكم، يريد المفاصلة عنهم، وهي مفاصلة العقيدة والمنهج، لا العُزلة والانكِفاء على الذات.