﴿إِذۡ أَجۡمَعُوۤاْ أَمۡرَهُمۡ وَهُمۡ یَمۡكُرُونَ﴾ أحكَمُوا خطَّتَهم، وهم إخوة يوسف؛ إذ مكروا بأخيهم حتى ألقَوه بالجُبِّ.
﴿وَلَوۡ حَرَصۡتَ﴾ على إيمانهم، إشارة إلى حرص رسول الله
ﷺ على هداية الناس مهما آذوه وصدّوا عنه.
﴿وَهُمۡ عَنۡهَا مُعۡرِضُونَ﴾ لا يتدبّرونها ولا يفكرون فيها، حتى لو رأوها بأعينهم ولمسوها بأيديهم، وما أكثر الآيات المبثوثة في هذا الكون الدالّة على الهدى لو تدبّرها الإنسان.
﴿غَـٰشِیَةࣱ مِّنۡ عَذَابِ ٱللَّهِ﴾ عذاب يعمّهم ويغشاهم.
﴿عَلَىٰ بَصِیرَةٍ﴾ علم ودراية.
﴿أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِیۖ﴾ فالأمة شريكة لنبيها في وظيفة الدعوة وتابعة له، ولولا هذا لانقطعت الدعوة بموت الرسل
عليهم السلام.
﴿وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ إِلَّا رِجَالࣰا﴾ أي: ليسوا بملائكة ولا آلهة كما يزعُمُ المُبطِلُون ويدَّعُونه من شروط النبوَّة وصفات النبيين.
﴿حَتَّىٰۤ إِذَا ٱسۡتَیۡـَٔسَ ٱلرُّسُلُ﴾ من قومهم، فلا يرجون إيمانهم.
﴿وَظَنُّوۤاْ أَنَّهُمۡ قَدۡ كُذِبُواْ﴾ الظن هنا اليقين، كما قال عن المؤمنين:
﴿ٱلَّذِینَ یَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَـٰقُواْ رَبِّهِمۡ﴾ [البقرة: 46]، والمقصود أن الرسل
عليهم السلام إذا يئسوا من استجابة قومهم، وتيقَّنُوا أنهم باقون على تكذيبهم، ولا مطمع بإيمانهم جاءهم
النصر الذي يُنجِّي الله به المؤمنين ويمحق الكافرين.
﴿تَصۡدِیقَ ٱلَّذِی بَیۡنَ یَدَیۡهِ﴾ التوراة، فقد ورد فيها من قصة يوسف ما يصدّقه القرآن.
﴿وَهُدࣰى وَرَحۡمَةࣰ﴾ وصف للقصة، وإرشاد للمؤمنين أن يبحثوا فيها عن كلّ ما يعرض لهم من النوازل المشابهة كفتنة الحسد والشهوة والسجن والمنصب، والعمل مع الموافقين، والعمل مع المخالفين، فقد حوت هذه السورة أجوبة تفصيليّة وعمليّة للكثير من مسائل الحياة وتعقيداتها السياسيّة والاجتماعيّة والدعويّة وغيرها.