سورة طه تفسير مجالس النور الآية 43

ٱذۡهَبَاۤ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ إِنَّهُۥ طَغَىٰ ﴿٤٣﴾

تفسير مجالس النور سورة طه

المجلس الخامس والثلاثون بعد المائة: موسى في مواجهة فرعون


من الآية (42- 76)


بعد مرحلة الإعداد، واستجابة الله تعالى لسؤل موسى في إشراك أخيه هارون معه في مهمته الكبيرة هذه، بدأت المرحلة الثانية من هذه القصة، وهي المواجهة التاريخية بين موسى وفرعون، والتي يمكن تلخيصها هنا في التسلسل الآتي:
أولًا: جاءت التوجيهات الربانيَّة الأخيرة لموسى وهارون عليهما السلام قُبَيل المواجهة ﴿ٱذۡهَبۡ أَنتَ وَأَخُوكَ بِـَٔایَـٰتِی وَلَا تَنِیَا فِی ذِكۡرِی ﴿٤٢﴾ٱذۡهَبَاۤ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ إِنَّهُۥ طَغَىٰ ﴿٤٣﴾ فَقُولَا لَهُۥ قَوۡلࣰا لَّیِّنࣰا لَّعَلَّهُۥ یَتَذَكَّرُ أَوۡ یَخۡشَىٰ﴾، وقد تضمَّنت هذه التوجيهاتُ: التسلُّحَ بآيات الله لإقامةِ الحُجَّة على فرعون وملئِهِ، والتزوُّد بذِكرِ الله وإدامة الصلة به، ولِين القولِ مع فرعون رجاء تليِين قلبه، فالقول الليِّن أدعى للقبول ومواصلة الحوار، وهو عُدَّة الداعي في مخاطبة الناس والتواصل معهم.
ثانيًا: أعرب موسى وهارون عن خوفهما من فرعون ﴿قَالَا رَبَّنَاۤ إِنَّنَا نَخَافُ أَن یَفۡرُطَ عَلَیۡنَاۤ أَوۡ أَن یَطۡغَىٰ﴾ وهو خوفٌ طبيعيٌّ بحكم المألوف من سلوك البشر، وليس في هذا منقَصَة لهما عليهما السلام، بل هو محمودٌ؛ لما فيه من إظهار الضعف أمام الخالق ـ، وطلب العون والمدد منه، فأتى جوابُ الله لهما بما يُثبِّت قلبَيهما: ﴿قَالَ لَا تَخَافَاۤۖ إِنَّنِی مَعَكُمَاۤ أَسۡمَعُ وَأَرَىٰ﴾.
ثالثًا: تلخَّصَت رسالة موسى وهارون إلى فرعون بإطلاق بني إسرائيل من نَيْر العذاب والسماح لهم بالسَّيْر معهما ﴿فَأَرۡسِلۡ مَعَنَا بَنِیۤ إِسۡرَ ٰ⁠ۤءِیلَ وَلَا تُعَذِّبۡهُمۡۖ﴾ وتذكير فرعون بالحقائق الكبرى وعاقبة الناس في هذه الحياة ﴿وَٱلسَّلَـٰمُ عَلَىٰ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلۡهُدَىٰۤ﴾ و﴿أَنَّ ٱلۡعَذَابَ عَلَىٰ مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ﴾.
رابعًا: استمع فرعون لهذه الرسالة ليبدأ معهما حوارًا جادًّا ومثيرًا:
سألهما أولًا: ﴿فَمَن رَّبُّكُمَا یَـٰمُوسَىٰ﴾.
فأجابه موسى: ﴿رَبُّنَا ٱلَّذِیۤ أَعۡطَىٰ كُلَّ شَیۡءٍ خَلۡقَهُۥ ثُمَّ هَدَىٰ﴾.
سألهما ثانيًا: ﴿فَمَا بَالُ ٱلۡقُرُونِ ٱلۡأُولَىٰ﴾
فأجابه موسى: ﴿عِلۡمُهَا عِندَ رَبِّی فِی كِتَـٰبࣲۖ لَّا یَضِلُّ رَبِّی وَلَا یَنسَى﴾ ثم توسَّع ببيان صفات هذا الربِّ العظيم وآثاره الشاهدة في هذا الخلق ﴿ٱلَّذِی جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ مَهۡدࣰا وَسَلَكَ لَكُمۡ فِیهَا سُبُلࣰا وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ مَاۤءࣰ فَأَخۡرَجۡنَا بِهِۦۤ أَزۡوَ ٰ⁠جࣰا مِّن نَّبَاتࣲ شَتَّىٰ﴾.
لجأ فرعون إلى لغة الاتهام والتهديد المبطَّن ﴿قَالَ أَجِئۡتَنَا لِتُخۡرِجَنَا مِنۡ أَرۡضِنَا بِسِحۡرِكَ یَـٰمُوسَىٰ ﴿٥٧﴾ فَلَنَأۡتِیَنَّكَ بِسِحۡرࣲ مِّثۡلِهِۦ فَٱجۡعَلۡ بَیۡنَنَا وَبَیۡنَكَ مَوۡعِدࣰا لَّا نُخۡلِفُهُۥ نَحۡنُ وَلَاۤ أَنتَ مَكَانࣰا سُوࣰى﴾ ويبدو أن لجوء فرعون إلى هذا الأسلوب كان بعد أن أقام موسى عليه حجة البيان، وحجة الآيات التي أجراها الله على يديه، كما هو موضَّحٌ في مواضع أخرى من القرآن الكريم.
استجاب موسى لهذا التحدِّي مُحدِّدًا الموعدَ باليوم والساعة والكيفيَّة ﴿قَالَ مَوۡعِدُكُمۡ یَوۡمُ ٱلزِّینَةِ وَأَن یُحۡشَرَ ٱلنَّاسُ ضُحࣰى﴾.
خامسًا: جمع فرعون كيده وسحرته؛ ليبدأ مشهدٌ جديدٌ أكثر إثارةً بين موسى وهارون من ناحية، وبين سحرة فرعون من ناحية أخرى، وبحضور فرعون وجنده وحاشيته وجمهور عريض من الناس، وبعد تشاور وتحاور بين جمع السحرة ومن معهم اختاروا أن يُخيِّرُوا موسى: ﴿قَالُواْ یَـٰمُوسَىٰۤ إِمَّاۤ أَن تُلۡقِیَ وَإِمَّاۤ أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنۡ أَلۡقَىٰ﴾ وربما كان هذا التخيير على سبيل الاستعلاء وإظهار القدرة والتمكن، كأن الأمر بالنسبة إليهم سيان.
فردَّ موسى: ﴿قَالَ بَلۡ أَلۡقُواْۖ﴾ وربما أراد موسى أن يستكشِف ما عندهم، وهذه طريقة حكيمة في كلِّ حوارٍ، خاصَّةً مع هذا الصنف الذي ليس لموسى معرفةٌ سابقةٌ به، لم يتردَّد السحرةُ فألقَوا ما عندهم ﴿فَإِذَا حِبَالُهُمۡ وَعِصِیُّهُمۡ یُخَیَّلُ إِلَیۡهِ مِن سِحۡرِهِمۡ أَنَّهَا تَسۡعَىٰ﴾.
أوجَسَ موسى في نفسه شيئًا من الخوف بحُكم بشريَّته، وقلَّة خبرته في هذا الشأن ﴿فَأَوۡجَسَ فِی نَفۡسِهِۦ خِیفَةࣰ مُّوسَىٰ ﴿٦٧﴾ قُلۡنَا لَا تَخَفۡ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡأَعۡلَىٰ ﴿٦٨﴾ وَأَلۡقِ مَا فِی یَمِینِكَ تَلۡقَفۡ مَا صَنَعُوۤاْۖ﴾ هنا كانت صدمة السحرة، وهم أدرَى بالسحر وأساليبه، وأدرَكُوا عن يقينٍ أنَّ ما مع موسى ليس هو السحر الذي عندهم، إنَّه ليس السحر، ولا يُشبِه السحر ﴿فَأُلۡقِیَ ٱلسَّحَرَةُ سُجَّدࣰا قَالُوۤاْ ءَامَنَّا بِرَبِّ هَـٰرُونَ وَمُوسَىٰ﴾.
سادسًا: هنا تحوَّل المشهدُ، وتغيَّرت الأجواء من حالة الاحتفال واستعراض القوَّة والهيبة أمام الجماهير إلى حالةٍ من الغضب والتوحُّش، وانكشاف الباطل على حقيقته ﴿قَالَ ءَامَنتُمۡ لَهُۥ قَبۡلَ أَنۡ ءَاذَنَ لَكُمۡۖ إِنَّهُۥ لَكَبِیرُكُمُ ٱلَّذِی عَلَّمَكُمُ ٱلسِّحۡرَۖ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَیۡدِیَكُمۡ وَأَرۡجُلَكُم مِّنۡ خِلَـٰفࣲ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمۡ فِی جُذُوعِ ٱلنَّخۡلِ وَلَتَعۡلَمُنَّ أَیُّنَاۤ أَشَدُّ عَذَابࣰا وَأَبۡقَىٰ﴾.
لكن ردّ السحرة كان بقوَّة شرارة الإيمان التي أوقدها في قلوبهم موسى عليه السلام ﴿قَالُواْ لَن نُّؤۡثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاۤءَنَا مِنَ ٱلۡبَیِّنَـٰتِ وَٱلَّذِی فَطَرَنَاۖ فَٱقۡضِ مَاۤ أَنتَ قَاضٍۖ إِنَّمَا تَقۡضِی هَـٰذِهِ ٱلۡحَیَوٰةَ ٱلدُّنۡیَاۤ ﴿٧٢﴾ إِنَّـاۤ ءَامَنَّا بِرَبِّنَا لِیَغۡفِرَ لَنَا خَطَـٰیَـٰنَا وَمَاۤ أَكۡرَهۡتَنَا عَلَیۡهِ مِنَ ٱلسِّحۡرِۗ وَٱللَّهُ خَیۡرࣱ وَأَبۡقَىٰۤ﴾ مستذكرين المصير المحتوم الذي ينتظر الخلائق كلَّها ﴿إِنَّهُۥ مَن یَأۡتِ رَبَّهُۥ مُجۡرِمࣰا فَإِنَّ لَهُۥ جَهَنَّمَ لَا یَمُوتُ فِیهَا وَلَا یَحۡیَىٰ ﴿٧٤﴾ وَمَن یَأۡتِهِۦ مُؤۡمِنࣰا قَدۡ عَمِلَ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ فَأُوْلَــٰۤىِٕكَ لَهُمُ ٱلدَّرَجَـٰتُ ٱلۡعُلَىٰ ﴿٧٥﴾ جَنَّـٰتُ عَدۡنࣲ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۚ وَذَ ٰ⁠لِكَ جَزَاۤءُ مَن تَزَكَّىٰ﴾.


﴿وَلَا تَنِیَا﴾ لا تفتُرَا.
﴿لَّعَلَّهُۥ یَتَذَكَّرُ أَوۡ یَخۡشَىٰ﴾ غاية الداعية أن يتحقَّق هذا فيمَن يدعوه، فهو لا يريدُ به إلا الخيرَ ولو كان مثل فرعون.
﴿یَفۡرُطَ عَلَیۡنَاۤ﴾ يُعجِّل لنا بالعقاب والهلاك.
﴿أَسۡمَعُ وَأَرَىٰ﴾ صفتان ثابتتان لله، وذكرهما هنا لزيادة معنى المعيَّة والتأييد.
﴿قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا یَـٰمُوسَىٰ﴾ ظاهرٌ في أن الحوار كان بينه وبين موسى عليه السلام، وأما هارون فكان تابعًا لموسى ومُستمعًا لهذا الحوار.
﴿أَعۡطَىٰ كُلَّ شَیۡءٍ خَلۡقَهُۥ ثُمَّ هَدَىٰ﴾ أي: أنَّه الذي خلق كلَّ شيءٍ من هذه المخلوقات، وأعطَى كلَّ واحدٍ منها خصوصيته، ثم أرشَدَه إلى أداء وظيفته في هذه الحياة، فكانت هذه الحياة المتنوعة المتكاملة المنظَّمة وفق هذا التنظيم البديع.
فانظر إلى التكامل الوظيفي مثلًا بين الماء والتراب والضوء لصناعة النبات، ثم التكامل بين النبات والحيوان والإنسان، والتكامل بين الذكر والأنثى، وهكذا، فكلٌّ مُيسَّرٌ ومهدِيٌّ لما خُلِق له.
﴿قَالَ فَمَا بَالُ ٱلۡقُرُونِ ٱلۡأُولَىٰ﴾ أي: ما أخبار الأمم السابقة؟ كأنَّه أرادَ أن يُبعِد موسى عن الاسترسال ببيِّنات الكون الشاهدة على توحيدِ الله الخالق العظيم، لكن موسى عليه السلام أجابه جوابًا مقتضبًا، ثم عاد إلى مُحاجَجته الأولى ﴿ٱلَّذِی جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ مَهۡدࣰا وَسَلَكَ لَكُمۡ فِیهَا سُبُلࣰا وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ مَاۤءࣰ فَأَخۡرَجۡنَا بِهِۦۤ أَزۡوَ ٰ⁠جࣰا مِّن نَّبَاتࣲ شَتَّىٰ﴾.
﴿إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّأُوْلِی ٱلنُّهَىٰ﴾ آيات لأصحاب العقول، وهذا الربط بين آيات الله وعقول العاقِلِين هو منهجُ القرآن الثابت والمؤكَّد، بخلاف توهُّم المتوهِّمين ممَّن مالَ إلى العقل دون النصِّ، أو مالَ إلى ظاهرِ النصِّ دون العقل.
﴿۞ مِنۡهَا خَلَقۡنَـٰكُمۡ﴾ لأن آدم مخلوقٌ من التراب، وأجسادنا جميعًا إنما تتغذَّى ممَّا يُنتِجه التراب، من ثمار الشجر، والزرع النابت في التراب ومن التراب، أو من لحوم الحيوان المتكونة أيضًا من هذه النباتات.
﴿قَالَ أَجِئۡتَنَا لِتُخۡرِجَنَا مِنۡ أَرۡضِنَا﴾ فريةٌ ظاهرة لتأليب الناس على موسى وأخيه، وإلا فإنَّ موسى قال قبل قليلٍ لفرعون: ﴿فَأَرۡسِلۡ مَعَنَا بَنِیۤ إِسۡرَ ٰ⁠ۤءِیلَ﴾ بمعنى أننا وقومنا نريد الخروج عنك وعن أرضك.
﴿مَكَانࣰا سُوࣰى﴾ أي: مُستويًا ومحل توافق بيننا وبينكم.
﴿قَالَ مَوۡعِدُكُمۡ یَوۡمُ ٱلزِّینَةِ﴾ هو يوم عيد فرعون وقومه، وهنا وقفة؛ فموسى عليه السلام هو من اختار هذا اليوم، وهذه إشارةٌ إلى أنَّ حضور مناسبات الكافرين ليس بها بأس إذا كانت لغاية أنبَل وأكبر من شكلية الحضور والمشاركة، مع التأكيد أن لا يُفهم من هذا الإقرارُ بما هم عليه، ولا مُعاونتهم على المنكر الذي هم فيه.
وقد كانت حكمة موسى عليه السلام في اختيار هذا اليوم الذي يتفرَّغ فيه الناس للاجتماع دون شغلٍ ولا همٍّ، وهذا أدعَى لإيصال الحقِّ إليهم، ثم إنه اختارَ الضحى لهذا الغرض أيضًا؛ إذ مظنَّة اجتماعهم ونشاطهم فيه أكثر من غيره.
﴿فَیُسۡحِتَكُم﴾ يمحقكم ويهلككم.
﴿یُخَیَّلُ إِلَیۡهِ مِن سِحۡرِهِمۡ أَنَّهَا تَسۡعَىٰ﴾ وهي في الحقيقة لا تسعَى وليس فيها روح، وهذا دليلٌ على أنَّ السحرَ لا يُغيِّر حقائِقَ الأشياء وطبائِعَها، وإنَّما هو صناعة الخيال الذي يراه الناس كأنَّه حقيقة.
﴿فَأَوۡجَسَ فِی نَفۡسِهِۦ خِیفَةࣰ﴾ شعر بالخوف في داخله ولم يُظهِره لهم.
﴿وَأَلۡقِ مَا فِی یَمِینِكَ﴾ العصا التي كانت معه.
﴿تَلۡقَفۡ﴾ تبتلع.
﴿إِنَّمَا صَنَعُواْ كَیۡدُ سَـٰحِرࣲۖ﴾ بمعنى أنه خداعٌ ومكرٌ وليس له حقيقة.
﴿قَالُوۤاْ ءَامَنَّا بِرَبِّ هَـٰرُونَ وَمُوسَىٰ﴾ قدَّم هارون لمناسبة نهاية الآي، ومعلوم أنّ العطف بالواو لا يقتضي ترتيبًا زمنيًّا أو رُتَبيًّا، وإنما هو للاشتراك فقط.
﴿قَالَ ءَامَنتُمۡ لَهُۥ قَبۡلَ أَنۡ ءَاذَنَ لَكُمۡۖ﴾ يسألهم فرعون سؤالًا استنكاريًّا؛ كيف تؤمنون بربِّ هارون وموسى قبل أن تأخذوا الإذن منِّي؟ وهكذا يتيح الفراعنة لأنفسهم التحكم حتى في إيمان الناس وأفكارهم، وخصوصيَّة أنفسهم.
﴿إِنَّهُۥ لَكَبِیرُكُمُ ٱلَّذِی عَلَّمَكُمُ ٱلسِّحۡرَۖ﴾ يتَّهِم سحَرَتَه بالتواطؤ مع موسى ضدَّه وضدَّ قومه.
﴿فَلَأُقَطِّعَنَّ أَیۡدِیَكُمۡ وَأَرۡجُلَكُم مِّنۡ خِلَـٰفࣲ﴾ يقطع من كلِّ واحدٍ منهم يدَه اليمنى ورجلَه اليسرى.
﴿وَلَأُصَلِّبَنَّكُمۡ فِی جُذُوعِ ٱلنَّخۡلِ﴾ يربط جثامِينَهم على جذوع النخل ليراها القريب والبعيد؛ مُثلةً بهم، وعبرةً لغيرهم.
﴿وَلَتَعۡلَمُنَّ أَیُّنَاۤ أَشَدُّ عَذَابࣰا وَأَبۡقَىٰ﴾ يُقارِنُ نفسَه بربِّ العالمين، بل يرى نفسَه الأشدَّ والأبقى، تعالى الله عن قولِه وسفَهِه.
﴿فَٱقۡضِ مَاۤ أَنتَ قَاضٍۖ﴾ افعَل ما شِئتَ، ونفِّذ ما توعَّدتَنا به.
﴿وَمَاۤ أَكۡرَهۡتَنَا عَلَیۡهِ مِنَ ٱلسِّحۡرِۗ﴾ بمعنى أنَّ الله سيغفِر لنا السحرَ الذي عمِلناه لخدمتك وتحت سطوتك وجبروتك؛ لأننا تُبْنا إليه تعالى بعد أن رأَينا الآيات على يد موسى عليه السلام.
﴿وَٱللَّهُ خَیۡرࣱ وَأَبۡقَىٰۤ﴾ كأنهم يردُّون عليه مُقارنتَه تلك الجاهلة الآثمة.
﴿لَا یَمُوتُ فِیهَا وَلَا یَحۡیَىٰ﴾ لا يموت فينجُو من العذاب، ولا يحيَى الحياةَ الصالحةَ التي يريد.
﴿جَنَّـٰتُ عَدۡنࣲ﴾ جنات المقام الدائم.
﴿مَن تَزَكَّىٰ﴾ من تطهَّر عن كلِّ عقيدةٍ باطلةٍ، أو خُلُقٍ رديءٍ.