سورة الحج تفسير مجالس النور الآية 29

ثُمَّ لۡیَقۡضُواْ تَفَثَهُمۡ وَلۡیُوفُواْ نُذُورَهُمۡ وَلۡیَطَّوَّفُواْ بِٱلۡبَیۡتِ ٱلۡعَتِیقِ ﴿٢٩﴾

تفسير مجالس النور سورة الحج

المجلس الخامس والأربعون بعد المائة: رسالة الحج


من الآية (25- 37)


بعد محور البعث والجزاء شرَعَ القرآنُ مباشرة بالحديث عن الحج، وهي انتقالة تبدو لأول وهلة كأنها بعيدة عن السياق، وهي ليست كذلك لسببَين:
الأول: أنَّ حديث القرآن عن اليوم الآخر لم يكن حديثًا غيبيًّا بَحتًا، بل هو حديثٌ يربط بمتانةٍ ووضوحٍ بين عالم الغيب وعالم الشهادة، عالم الإيمان وعالم العمل.
الثاني: أنَّ القرآن ختَمَ حديثَه الأوَّل بالفريقَين المختصمَين في الله؛ فريق الإيمان، وفريق الكفر، فريق الجنَّة، وفريق النار، وبهذا مهَّدَ الطريقَ لتناول أعقَد بُؤَر الصراع على هذه الأرض بين الفريقَين؛ حيث كانت مكة والمسجد الحرام بيَدِ الفريق المُشرِك الكافر، بينما كان المسلمون يرَون أنهم أَولَى بها، وأنَّ عليهم مسؤولية تطهيرها من رجس الأوثان، وترْكها حرمًا آمنًا لكلِّ عاكفٍ وبادٍ لا يبتغي فيها إثمًا، ولا يدعو فيها لوثن.
وقد نزلت هذه السورة، وبهذا الاسم؛ تُشوِّقُ المسلمين للحجِّ، وتُحفِّزُهم لتحمُّلِ مسؤوليَّتهم تلك؛ ولذلك كان مدخل هذا المحور ليس الحديث عن ذات الحج، وإنَّما الإنكار على المشركين أنْ صدُّوا المؤمنين الموحِّدين عن دخول المسجد الحرام، ولنتسَلسَل الآن مع حديث القرآن هذا:
أولًا: ندَّد القرآنُ بالمشركين الذين يصدُّون الناسَ عن سبيل الله وعن المسجد الحرام ﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُواْ وَیَصُدُّونَ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِ وَٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ ٱلَّذِی جَعَلۡنَـٰهُ لِلنَّاسِ سَوَاۤءً ٱلۡعَـٰكِفُ فِیهِ وَٱلۡبَادِۚ وَمَن یُرِدۡ فِیهِ بِإِلۡحَادِۭ بِظُلۡمࣲ نُّذِقۡهُ مِنۡ عَذَابٍ أَلِیمࣲ﴾ وقد تضمَّن هذا التنديدُ وعيدًا شديدًا، كأنَّه يُهيئُ المسلمين لمرحلة الصدام، والتي هي موضوع المحور الثالث لهذه السورة المباركة.
ثانيًا: ذكَّر القرآنُ بعمق الهويَّة الدينيَّة والتاريخيَّة لفريضة الحجِّ ﴿وَإِذۡ بَوَّأۡنَا لِإِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ مَكَانَ ٱلۡبَیۡتِ أَن لَّا تُشۡرِكۡ بِی شَیۡـࣰٔا وَطَهِّرۡ بَیۡتِیَ لِلطَّاۤىِٕفِینَ وَٱلۡقَاۤىِٕمِینَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ ﴿٢٦﴾وَأَذِّن فِی ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَجِّ یَأۡتُوكَ رِجَالࣰا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرࣲ یَأۡتِینَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِیقࣲ﴾.
ولا شكَّ أنَّ ذِكر إبراهيم عليه السلام في هذا السياق له دلالته الكبيرة في الصراع مع الجبهة الوثنيَّة؛ حيث كانت قريش تتبنَّى رعايةَ التراث الإبراهيمي في مكة، ومن ثَمَّ كان نَزع هذه الدعوى وإبطالها إنَّما هو نزعٌ لشرعية المشركين في إدارتهم لمكة ولشؤون الحجِّ فيها، وفي الآيات بِشارة بانتشار هذا الدين وقبوله، وتلبية الناس لنداء الحج مِن كلِّ فجٍّ عميقٍ.
ثالثًا: أن الحجَّ يهدِف إلى تحقيق مصالح العباد كما هو موسِمٌ للعبادة والذِّكر، وصَقل النفس وتهذيبها ﴿لِّیَشۡهَدُواْ مَنَـٰفِعَ لَهُمۡ وَیَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِیۤ أَیَّامࣲ مَّعۡلُومَـٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِیمَةِ ٱلۡأَنۡعَـٰمِۖ فَكُلُواْ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡبَاۤىِٕسَ ٱلۡفَقِیرَ ﴿٢٨﴾ ثُمَّ لۡیَقۡضُواْ تَفَثَهُمۡ وَلۡیُوفُواْ نُذُورَهُمۡ وَلۡیَطَّوَّفُواْ بِٱلۡبَیۡتِ ٱلۡعَتِیقِ﴾.
وقد ورد في الآية بعض الأحكام الفقهيَّة المتعلِّقة بالحجِّ مما هي مُوسَّعة في كتب الفقه؛ كالطواف، والهَدْي، والنَّذْر، وتخصيص أيام مفرَّغة لذِكرِ الله.
رابعًا: تأكيد حُرمة الحجِّ وتعظيمه، وتعظيم أحكامه وشعائره ﴿ذَ ٰ⁠لِكَۖ وَمَن یُعَظِّمۡ حُرُمَـٰتِ ٱللَّهِ فَهُوَ خَیۡرࣱ لَّهُۥ عِندَ رَبِّهِۦۗ﴾، ﴿ذَ ٰ⁠لِكَۖ وَمَن یُعَظِّمۡ شَعَـٰۤىِٕرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ﴾.
ولا شكَّ أنَّ هذا التعظيم مع ما فيه من معنى التديُّن والتعبُّد الصادق، يُرسِّخ في الأمة روحَ الاعتزاز بهويتها الجامعة، وهذه إحدى أهم رسائل الحجِّ وغاياته الكبرى.
خامسًا: تأكيد ارتباط الحجِّ بالعقيدة الصحيحة وبالأخلاق الحسنة، فهو ليس عبادة منفصلة، بل ركنٌ في بناءٍ متينٍ ومتكاملٍ ﴿وَأُحِلَّتۡ لَكُمُ ٱلۡأَنۡعَـٰمُ إِلَّا مَا یُتۡلَىٰ عَلَیۡكُمۡۖ فَٱجۡتَنِبُواْ ٱلرِّجۡسَ مِنَ ٱلۡأَوۡثَـٰنِ وَٱجۡتَنِبُواْ قَوۡلَ ٱلزُّورِ ﴿٣٠﴾ حُنَفَاۤءَ لِلَّهِ غَیۡرَ مُشۡرِكِینَ بِهِۦۚ وَمَن یُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ فَتَخۡطَفُهُ ٱلطَّیۡرُ أَوۡ تَهۡوِی بِهِ ٱلرِّیحُ فِی مَكَانࣲ سَحِیقࣲ﴾، ﴿فَإِلَـٰهُكُمۡ إِلَـٰهࣱ وَ ٰ⁠حِدࣱ فَلَهُۥۤ أَسۡلِمُواْۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُخۡبِتِینَ ﴿٣٤﴾ ٱلَّذِینَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَٱلصَّـٰبِرِینَ عَلَىٰ مَاۤ أَصَابَهُمۡ وَٱلۡمُقِیمِی ٱلصَّلَوٰةِ وَمِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ یُنفِقُونَ﴾، ﴿لَن یَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاۤؤُهَا وَلَـٰكِن یَنَالُهُ ٱلتَّقۡوَىٰ مِنكُمۡۚ كَذَ ٰ⁠لِكَ سَخَّرَهَا لَكُمۡ لِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُحۡسِنِینَ﴾.
سادسًا: تأكيد روح التكافل ومواساة الفقراء والمحتاجين ﴿فَكُلُواْ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡبَاۤىِٕسَ ٱلۡفَقِیرَ﴾، ﴿فَإِذَا وَجَبَتۡ جُنُوبُهَا فَكُلُواْ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡقَانِعَ وَٱلۡمُعۡتَرَّۚ كَذَ ٰ⁠لِكَ سَخَّرۡنَـٰهَا لَكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ ﴿٣٦﴾ لَن یَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاۤؤُهَا وَلَـٰكِن یَنَالُهُ ٱلتَّقۡوَىٰ مِنكُمۡۚ كَذَ ٰ⁠لِكَ سَخَّرَهَا لَكُمۡ لِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُحۡسِنِینَ﴾.


﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُواْ وَیَصُدُّونَ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِ﴾ تقديره: وهم يصُدُّون.
﴿سَوَاۤءً ٱلۡعَـٰكِفُ فِیهِ وَٱلۡبَادِۚ﴾ يستوي فيه المقيم في مكة والقادم إليها من خارجها.
﴿وَمَن یُرِدۡ فِیهِ بِإِلۡحَادِۭ بِظُلۡمࣲ﴾ معناه: مَن يُرِد في المسجد الحرام إلحادًا مُتلبِّسًا بالظلم، والإلحاد هنا: المَيْلُ عن عقيدة التوحيد وطريق الإيمان، والمقصود به: الشرك، وهو الظلم الأكبر.
﴿وَإِذۡ بَوَّأۡنَا﴾ وإذ هيَّأنا.
﴿وَأَذِّن فِی ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَجِّ﴾ ارفَع صوتك وادْعُهم لأداء فريضة الحجِّ.
﴿یَأۡتُوكَ رِجَالࣰا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرࣲ﴾ يُلبُّون دعوتَك مُشاةً على أقدامهم، أو راكِبِين على دوابِّهم، والضامِرُ: الناقةُ المُعدَّة للسفر، بخلاف تلك السمينة المُثْقَلة باللحم.
وهنا مسألة: أنَّ النصَّ تناوَلَ وسيلَتَين فقط، والمسلمون اليوم يحُجُّون بوسائل أخرى؛ كالطائرات، والسيَّارات، دون نَكِير، ومعنى هذا: أنَّ النصَّ على الوسائل ليس كالنصِّ على أصل الحكم، فالوسائل تختلف وتتطور بحسب حاجة الناس، وتقدُّم الحياة، أما نصوص الأحكام (كالطواف، والسعي، والوقوف بعرفة، ورمي الجمار) فهذه لا تتغير.
﴿مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِیقࣲ﴾ مِن كلِّ طريقٍ بعيدٍ.
﴿لِّیَشۡهَدُواْ مَنَـٰفِعَ لَهُمۡ﴾ مطلقة؛ دينيَّة ودنيويَّة، ولكن قد يكون هنا إفراط وتفريط؛ فمنهم من يُضيِّق على الناس مصالحهم، ويزهِّدهم بكلِّ ما له صلة بالدنيا، ومنهم من يتوسَّع أكثر مما ينبغي، فيقضي جُلَّ وقته في الأسواق، والحقُّ أنَّ الأصلَ في الحجِّ أنَّه موسم تعبُّدي، مخصوصة أيامُه للذكر والعبادة وفعل الخير، فإن احتاج الحاجُّ إلى حاجة دنيويَّة فلا بأس أنْ يَقضِيها ثم يرجع إلى عبادته، أما التنزُّه الفارغُ فهو تضييعٌ لأثمَنِ الأوقات وأعظمها وأعظمها بركةً عند الله.
﴿عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِیمَةِ ٱلۡأَنۡعَـٰمِۖ﴾ الإبل والبقر والضأن والماعز، فلا تصح الأضحية من غير هذه الأصناف.
﴿فَكُلُواْ مِنۡهَا﴾ أمرٌ بمعنى الإباحة وليس الوجوب، ونصَّ عليه دَرءًا لشبهة التحريم؛ لأنها مالٌ مُتصدَّقٌ به، فالشُّبهةُ فيه واردة لولا هذا التنصيص.
﴿وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡبَاۤىِٕسَ ٱلۡفَقِیرَ﴾ ذكَّرَهم بالصفات التي تستدِرُّ الرحمة والعطف.
﴿ثُمَّ لۡیَقۡضُواْ تَفَثَهُمۡ﴾ يتحلَّلُوا مِن ملابس الإحرام، ويحلِقُوا رؤوسهم، ويقلموا أظفارهم، ويتزيَّنوا بثيابهم المعتادة، ويتعطَّروا، فكلُّ هذا أصبح مُتاحًا لهم، وبهذا يتخلَّصون من تَفَث الإحرام، أي: مِن قيودِهِ ولوازمِهِ.
﴿وَلۡیَطَّوَّفُواْ بِٱلۡبَیۡتِ ٱلۡعَتِیقِ﴾ الكعبة المشرفة، وسميت البيت العتيق؛ لأنها أوَّل بيتٍ لله وُضِع في الأرض.
﴿فَٱجۡتَنِبُواْ ٱلرِّجۡسَ مِنَ ٱلۡأَوۡثَـٰنِ﴾ مِن هذه ليست للتبعيض؛ فالأوثان كلُّها رجس، بل هي لبيان مصدر الرجس.
﴿وَمَن یُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ فَتَخۡطَفُهُ ٱلطَّیۡرُ أَوۡ تَهۡوِی بِهِ ٱلرِّیحُ فِی مَكَانࣲ سَحِیقࣲ﴾ تشبيهٌ يُصوِّرُ القرآن فيه حال المشرك، فهو كالساقط من السماء، الفاقد للإرادة ولكلِّ أسباب المنعة والمقاومة، فيكون نَهبًا لكلِّ مَن يختطفه بالشبهة أو الشهوة، أو تأخذه ريح الزمن إلى حيث لا يدري، فهو حائرٌ مُضطربٌ لا يدري أصلَ وجوده، ولا يدري مُنتهى عمره، ولا طبيعة هذا الكون الذي يعيش فيه.
﴿فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ﴾ وهذه أصل التقوى، فمَن لم يتَّقِ الله بقلبه، لم تنفعه تقوى الجوارح؛ لأنها علامات الرياء، ومُداراة الخلق، وستنكشف في أوَّلِ اختبار.
﴿لَكُمۡ فِیهَا مَنَـٰفِعُ إِلَىٰۤ أَجَلࣲ مُّسَمࣰّى ثُمَّ مَحِلُّهَاۤ إِلَى ٱلۡبَیۡتِ ٱلۡعَتِیقِ﴾ هي الأنعام التي ينتفع بها أصحابها متى شاءوا، فإذا أشعَرُوها هَديًا فهذا الأجل المسمى؛ فتُترك ولا يُتعرَّض لها حتى تصِلَ البيتَ العتيقَ، وأما ما يَنتُج عنها في الطريق وبعد الإشعار مِن ولدٍ ولبنٍ، ففيه تفصيلٌ لا يتسع له المقام، ومحله كتب الفقه.
﴿وَلِكُلِّ أُمَّةࣲ جَعَلۡنَا مَنسَكࣰا لِّیَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ﴾ لكلِّ أُمَّة: أنتم، وكذلك مَن سبقكم مِن الأمم، شرَعنا لهم نُسُكًا يتعبَّدون اللهَ به ويذكرونه عليه.
﴿وَبَشِّرِ ٱلۡمُخۡبِتِینَ﴾ المطيعين المتواضعين.
﴿وَٱلۡبُدۡنَ﴾ الإبل المُعدَّة للأُضحية.
﴿مِّن شَعَـٰۤىِٕرِ ٱللَّهِ﴾ من الهَدْي الظاهر، والعلامات التي يتميَّز بها المسلمون.
﴿فَٱذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَیۡهَا صَوَاۤفَّۖ ﯕ﴾ عند نحرها وهي واقفة.
﴿فَإِذَا وَجَبَتۡ جُنُوبُهَا﴾ سقطت على الأرض بعد نحرها.
﴿ٱلۡقَانِعَ وَٱلۡمُعۡتَرَّۚ﴾ القانِع الذي لا يسأل ولا يتشوَّف لها، والمُعتَرّ بخلافه، وكلاهما مستحقٌّ.
﴿لَن یَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاۤؤُهَا﴾ لن يصِلَ إلى الله من هذا شيء.
﴿وَلَـٰكِن یَنَالُهُ ٱلتَّقۡوَىٰ مِنكُمۡۚ ﯯ﴾ إنما يصِلُه التقوى مِن نيَّةٍ طيِّبةٍ، وعملٍ صالحٍ.
تجدُرُ الإشارة في ختام هذه الدقائق أنَّ تفصيل القرآن لكلِّ هذه الأحكام ومكة لا زالت تحت وطأة الأصنام، يعني تحقق الفتح الأكيد، ودفع المؤمنين نحو هذا الوعد الإلهي المتيقَّن، وهذا ما حصل بالفعل - كما هو معلوم -، والله يُتمِّمُ على مكة وأهلها بركات ذلك الفتح، ولا ينزِع عنها رايةَ التوحيد والدين الحقِّ بمنِّه سبحانه وفضله وكرمه.