أي: في ذلك اليوم الهائل كثير البلابل، {أصحابُ الجنَّة}: الذين آمنوا بالله وعملوا صالحاً واتَّقوا ربَّهم {خيرٌ مستقرًّا}: من أهل النار، {وأحسنُ مَقيلاً}؛ أي: مستقرُّهم في الجنة وراحتُهم التي هي القيلولة هو المستقرُّ النافع والراحةُ التامَّة؛ لاشتمال ذلك على تمام النعيم الذي لا يَشوبه كَدَرٌ؛ بخلاف أصحاب النار؛ فإنَّ جهنَّم مستقرُّهم ساءت مستقرًّا ومقيلاً، وهذا من باب استعمال أفعل التفضيل فيما ليس في الطرف الآخر منهُ شيءٌ؛ لأنَّه لا خير في مَقيل أهل النارِ ومستقرِّهم؛ كقوله: {آللهُ خيرٌ أمَّا يُشْرِكونَ}.