ثم دعا عليه السلام ربَّه، فقال: {ربِّ هَبْ لي حُكْماً}؛ أي: علماً كثيراً أعرِفُ به الأحكامَ والحلالَ والحرام، وأحكُمُ به بين الأنام، {وألْحِقْني بالصالحينَ}: من إخوانِهِ الأنبياء والمرسلين، {واجْعَلْ لي لسانَ صِدْقٍ في الآخرينَ}؛ أي: اجعل لي ثناء صدقٍ مستمرٍّ إلى آخر الدهر. فاستجاب الله دعاءَه، فوهب له من العلم والحكم ما كان به مِن أفضلِ المرسلينَ، وألحقه بإخوانِهِ المرسلينَ، وجعلَه محبوباً مقبولاً معظماً مثنياً عليه في جميع الملل في كلِّ الأوقات، قال تعالى: {وتَرَكْنا عليه في الآخِرينَ سلامٌ على إبراهيمَ. إنَّا كذلك نَجْزي المُحْسِنينَ. إنَّه مِن عبادِنا المؤمنينَ}.