فسار بهذه الجنودِ الضخمةِ في بعض أسفاره،
{حتى إذا أتَوْا على وادي النمل قالت نملةٌ}: منبهةٌ لرفقتها وبني جنسها:
{يا أيُّها النملُ ادخُلوا مساكِنَكم لا يَحْطِمَنَّكُم سليمانُ وجنودُه وهم لا يشعرونَ}: فنصحت هذه
النملة وأسمعتِ
النمل: إما بنفسِها، ويكون الله قد أعطى
النملَ أسماعاً خارقةً للعادة؛ لأنَّ التنبيه للنمل الذي قد ملأ الوادي بصوت نملةٍ واحدة من أعجب العجائب. وإما بأنَّها أخْبَرَتْ مَنْ حولَها من
النمل ثم سرى الخبرُ من بعضهنَّ لبعضٍ حتى بَلَغَ الجميع وأمَرَتْهُنَّ بالحذر والطريق في ذلك، وهو دخول مساكنهنَّ، وعرفت حالة سليمان وجنوده وعظمةَ سلطانِهِ، واعتذرتْ عنهم أنَّهم إنْ حَطَموكم؛ فليس عن قصدٍ منهم ولا شعورٍ.