وإنما {ذلك بما قدمت} أيديهم من المخازي والقبائح التي أوجبت استحقاقهم العذاب وحرمانهم الثواب. وقد ذكر المفسرون أن هذه الآية نزلت في قوم من اليهود تكلموا بذلك، وذكروا منهم فنحاص بن عازوراء من رؤساء علماء اليهود في المدينة ، وأنه لما سمع قول الله تعالى: {من ذا الذي يُقرض اللهَ قرضاً حسناً}، {وأقرضوا الله قرضاً حسناً}، قال على وجه التكبر والتجرهم هذه المقالة قبحه الله، فذكرها الله عنهم، وأخبر أنه ليس ببدعٍ من شنائعهم، بل قد سبق لهم من الشنائع ما هو نظير ذلك وهو قتلهم الأنبياء بغير حقٍّ، هذا القيد يراد به أنهم تجرؤوا على قتلهم مع علمهم بشناعته لا جهلاً وضلالاً بل تمرداً وعناداً.