يخبر تعالى عن أهل الكتاب أن منهم طائفة أمناء بحيث لو أمنته على قناطير من النقود وهي المال الكثير يؤده إليك، ومنهم طائفة خونة يخونك في أقل القليل، ومع هذه الخيانة الشنيعة فإنهم يتأولون بالأعذار الباطلة فيقولون: {ليس علينا في الأميين سبيل}؛ أي: ليس علينا جناح إذا خناهم واستبحنا أموالهم، لأنهم لا حرمة لهم، قال تعالى: {ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون}؛ أن عليهم أشد الحرج، فجمعوا بين الخيانة وبين احتقار العرب وبين الكذب على الله، وهم يعلمون ذلك ليسوا كمن فعل ذلك جهلاً وضلالاً.