ولهذا قال: {وإذا تُتلى عليه آياتُنا}: ليؤمنَ بها وينقادَ لها، {ولَّى مستكبراً}؛ أي: أدبر إدبار مستكبرٍ عنها رادٍّ لها ولم تدخُلْ قلبَه ولا أثَّرتْ فيه بل أدبر عنها {كأن لم يَسْمَعْها}، بل: {كأنَّ في أذُنَيْه وقراً}؛ أي: صمماً لا تصلُ إليها الأصوات؛ فهذا لا حيلة في هدايتِهِ. {فبشِّرْه}: بشارةً تؤثِّر في قلبه الحزنَ والغمَّ، وفي بشرتِهِ السوء والظُّلمة والغبرة، {بعذابٍ أليم}: مؤلم لقلبِهِ ولبدنِهِ، لا يقادَرُ قدرُهُ، ولا يُدرى بعظيم أمره؛ فهذه بشارةُ أهل الشرِّ؛ فلا نعمتِ البشارةُ.