سورة لقمان تفسير مجالس النور الآية 34

إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُۥ عِلۡمُ ٱلسَّاعَةِ وَیُنَزِّلُ ٱلۡغَیۡثَ وَیَعۡلَمُ مَا فِی ٱلۡأَرۡحَامِۖ وَمَا تَدۡرِی نَفۡسࣱ مَّاذَا تَكۡسِبُ غَدࣰاۖ وَمَا تَدۡرِی نَفۡسُۢ بِأَیِّ أَرۡضࣲ تَمُوتُۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِیمٌ خَبِیرُۢ ﴿٣٤﴾

تفسير مجالس النور سورة لقمان

المجلس السادس والثمانون بعد المائة: أهل الهداية وأهل الضلال


من الآية (20- 34)


بعد بيان القرآن لمنظومته القيميَّة والتربويَّة، شرَعَ في بيان حال الناس وانقسامهم وفق هذه المنظومة؛ فمنهم من تربَّى عليها واستمسك بها فكانت له العروة الوثقى وحبله المتين وطريقه المستقيم، ومنهم من شطَّ عنها فتاه في غياهب الضلال، واتَّبَعَ وساوسَ الشيطان فأوردَه موارد الجحيم، وقد جاءت هذه الآيات لتُبيِّن حال الفريقَين، ومعالم الطريقَين:
أولًا: بدأ القرآن بالتنبيه على نقطة الافتراق الأولى، وهي قضية الإيمان، وراح يُخاطب العقل البشري ويدعوه للنظر في هذا الكون الفسيح، فالنظر قيمة عظيمة، وهي كذلك المؤشِّر الأقوى على شعور الإنسان بجدِّيَّة الأمر وصدقه في طلبِه، وبحثِه عن الحقيقة ﴿أَلَمۡ تَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِ وَأَسۡبَغَ عَلَیۡكُمۡ نِعَمَهُۥ ظَـٰهِرَةࣰ وَبَاطِنَةࣰۗ﴾، ﴿أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ یُولِجُ ٱلَّیۡلَ فِی ٱلنَّهَارِ وَیُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِی ٱلَّیۡلِ وَسَخَّرَ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَۖ كُلࣱّ یَجۡرِیۤ إِلَىٰۤ أَجَلࣲ مُّسَمࣰّى وَأَنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِیرࣱ ﴿٢٩﴾ ذَ ٰ⁠لِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡحَقُّ وَأَنَّ مَا یَدۡعُونَ مِن دُونِهِ ٱلۡبَـٰطِلُ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡعَلِیُّ ٱلۡكَبِیرُ ﴿٣٠﴾ أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱلۡفُلۡكَ تَجۡرِی فِی ٱلۡبَحۡرِ بِنِعۡمَتِ ٱللَّهِ لِیُرِیَكُم مِّنۡ ءَایَـٰتِهِۦۤۚ إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّكُلِّ صَبَّارࣲ شَكُورࣲ﴾.
ثانيًا: أما أولئك المؤمنون بوجوده سبحانه وبأنه خالق السماوات والأرض، لكنَّهم يُفسدون هذا الإيمان بخرافة الأوثان والأصنام، فيقول القرآن فيهم: ﴿وَلَىِٕن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضَ لَیَقُولُنَّ ٱللَّهُۚ قُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا یَعۡلَمُونَ﴾.
ثم يتعجَّب القرآن من صنيعهم ومناقضتهم لأنفسهم ﴿وَإِذَا غَشِیَهُم مَّوۡجࣱ كَٱلظُّلَلِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِینَ لَهُ ٱلدِّینَ فَلَمَّا نَجَّىٰهُمۡ إِلَى ٱلۡبَرِّ فَمِنۡهُم مُّقۡتَصِدࣱۚ وَمَا یَجۡحَدُ بِـَٔایَـٰتِنَاۤ إِلَّا كُلُّ خَتَّارࣲ كَفُورࣲ﴾.
ثالثًا: يبيِّن القرآن أسبابَ هذا الضلال والانحراف؛ فيبدأ بالجهل الذي هو أساس المفاسد والبلايا ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن یُجَـٰدِلُ فِی ٱللَّهِ بِغَیۡرِ عِلۡمࣲ وَلَا هُدࣰى وَلَا كِتَـٰبࣲ مُّنِیرࣲ﴾.
والقرآن هنا يُشيرُ إلى ما يسمِّيه العلماء بالجهل المركَّب، وهو الجهل الذي يظنُّ معه صاحبه أنَّه من أُولِي العلم ومن جهابذته وفلاسفته؛ ولذلك فهو لا يسأل، ولا يُصغِي، ولا يستَفتِي، بل يجادل ويجادل حتى في أخطر القضايا وأعلاها شأنًا، وأوسعها أثرًا.
رابعًا: ثمّ يُثنِّي القرآن بالتعصُّب الأعمَى للآباء والأجداد، وما تركوه من موروثٍ دينيٍّ وفكريٍّ وسلوكيٍّ حتى لو كان خاليًا من الدليل، وبعيدًا عن المنطق ﴿وَإِذَا قِیلَ لَهُمُ ٱتَّبِعُواْ مَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ بَلۡ نَتَّبِعُ مَا وَجَدۡنَا عَلَیۡهِ ءَابَاۤءَنَاۤۚ أَوَلَوۡ كَانَ ٱلشَّیۡطَـٰنُ یَدۡعُوهُمۡ إِلَىٰ عَذَابِ ٱلسَّعِیرِ﴾.
خامسًا: ثم يُثلِّث القرآن بسوء الخلق كالتكبُّر الفارغ، والتعالِي على الخلق، والغرور بالدنيا ومتاعها ﴿وَمَا یَجۡحَدُ بِـَٔایَـٰتِنَاۤ إِلَّا كُلُّ خَتَّارࣲ كَفُورࣲ﴾، ﴿إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقࣱّۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ ٱلۡحَیَوٰةُ ٱلدُّنۡیَا وَلَا یَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ﴾.
سادسًا: وفي مُقابل هذا الفريق البائس، يُشيدُ القرآن بأهل الحقّ المتمسكين به، والداعين إليه ﴿۞ وَمَن یُسۡلِمۡ وَجۡهَهُۥۤ إِلَى ٱللَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنࣱ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰۗ وَإِلَى ٱللَّهِ عَـٰقِبَةُ ٱلۡأُمُورِ﴾.
وقد ربَطَ القرآن هنا بين قيمةِ الإحسان وبين هذا الاستِمساك بالعُروة الوثقى، فالإنسان المُحسِن مع نفسه، والمُحسِن في علاقاته، والمُحسِن في عمله لا بُدَّ أن يهتَدِي إلى الطريق الحقِّ.
وبعد هذه القيمة العظيمة، يذكُرُ القرآن قيمتَين عظيمتَين أُخرَيَين من شأنهما تثبيت هذا الإنسان على طريق الهداية: ﴿إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّكُلِّ صَبَّارࣲ شَكُورࣲ﴾ فالصبر لتثبيت المبتلى، والشكر لتثبيت المعافى، فلولا الصبر لزلَّ الأول في مهاوي الحسد والكراهية، واليأس والبؤس، ولولا الشكر لضلَّ الثاني في مهاوي الغرور والكبر والبطر.
سابعًا: يُذكِّرُ القرآن بالحقيقة الكبرى التي تنتظر هؤلاء وهؤلاء، تنتظر الإنسان أينما كان وكيفما كان ﴿یَــٰۤـأَیُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمۡ وَٱخۡشَوۡاْ یَوۡمࣰا لَّا یَجۡزِی وَالِدٌ عَن وَلَدِهِۦ وَلَا مَوۡلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِۦ شَیۡـًٔاۚ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقࣱّۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ ٱلۡحَیَوٰةُ ٱلدُّنۡیَا وَلَا یَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ ﴿٣٣﴾ إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُۥ عِلۡمُ ٱلسَّاعَةِ وَیُنَزِّلُ ٱلۡغَیۡثَ وَیَعۡلَمُ مَا فِی ٱلۡأَرۡحَامِۖ وَمَا تَدۡرِی نَفۡسࣱ مَّاذَا تَكۡسِبُ غَدࣰاۖ وَمَا تَدۡرِی نَفۡسُۢ بِأَیِّ أَرۡضࣲ تَمُوتُۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِیمٌ خَبِیرُۢ﴾.
ثامنًا: يُحذِّر القرآن - في ثنايا هذه المُقارَنَات - أولئك الضالين مما ينتظرهم في ذلك اليوم العصيب ﴿وَمَن كَفَرَ فَلَا یَحۡزُنكَ كُفۡرُهُۥۤۚ إِلَیۡنَا مَرۡجِعُهُمۡ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوۤاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِیمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ ﴿٢٣﴾ نُمَتِّعُهُمۡ قَلِیلࣰا ثُمَّ نَضۡطَرُّهُمۡ إِلَىٰ عَذَابٍ غَلِیظࣲ﴾.
تاسعًا: في هذه الآيات تكرَّر التنبيهُ إلى عظمة الخالق، وأنّه الغنيُّ الحميد الذي لا ينقُصُه شيءٌ، ولا يحتاج إلى شيءٍ، وأنَّه القادر على كلِّ شيء فلا يُعجزه شيء، ولا يشغله شيء عن شيء، وأنَّه العليم الحكيم الذي لا نهاية لعلمه، ولا حدود لحكمته، وأنَّه الحقُّ المطلق الذي لا يُخالفه إلا الباطل ﴿لِلَّهِ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِۚ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡغَنِیُّ ٱلۡحَمِیدُ ﴿٢٦﴾ وَلَوۡ أَنَّمَا فِی ٱلۡأَرۡضِ مِن شَجَرَةٍ أَقۡلَـٰمࣱ وَٱلۡبَحۡرُ یَمُدُّهُۥ مِنۢ بَعۡدِهِۦ سَبۡعَةُ أَبۡحُرࣲ مَّا نَفِدَتۡ كَلِمَـٰتُ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِیزٌ حَكِیمࣱ ﴿٢٧﴾ مَّا خَلۡقُكُمۡ وَلَا بَعۡثُكُمۡ إِلَّا كَنَفۡسࣲ وَ ٰ⁠حِدَةٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِیعُۢ بَصِیرٌ﴾، ﴿ذَ ٰ⁠لِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡحَقُّ وَأَنَّ مَا یَدۡعُونَ مِن دُونِهِ ٱلۡبَـٰطِلُ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡعَلِیُّ ٱلۡكَبِیرُ﴾.


﴿أَلَمۡ تَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِ﴾ مما تقدَّمت الإشارة إليه قبل الدخول في قصَّة لقمان مع ابنه، فمن السماء ماؤها الذي تحيا به الأرض، ومن الأرض أشجارها وأنهارها وأنعامها ومواردها في بَرِّها وبحرِها، فكلُّ هذا مُسخَّرٌ للإنسان، وهذا التسخيرُ مُرتبطٌ بوظيفة الإنسان على هذه الأرض، وهي الاستِخلاف، والذي يحمل في أحد معانِيه إدارة الأرض بعدالةٍ وأمانةٍ.
﴿وَأَسۡبَغَ عَلَیۡكُمۡ نِعَمَهُۥ﴾ أكملها وأتمّها وظلَّلكم بها.
﴿ظَـٰهِرَةࣰ وَبَاطِنَةࣰۗ﴾ فمِن نِعَمِهِ الظاهرة: المال والجمال والعيال، ومِن نِعَمِهِ الباطنة: الحكمة والسكينة والطمأنينة.
﴿۞ وَمَن یُسۡلِمۡ وَجۡهَهُۥۤ إِلَى ٱللَّهِ﴾ يُخلِصُ دينَه وتوجُّهَه لله.
﴿فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰۗ﴾ أي: استعصَمَ بالحقِّ، فكان بمنأى عن الانحراف والتيهان.
﴿نُمَتِّعُهُمۡ قَلِیلࣰا﴾ نُمهِلُهم في دنياهم مُدَّة آجالهم.
﴿ثُمَّ نَضۡطَرُّهُمۡ﴾ نأخذهم رغمًا عنهم.
﴿إِلَىٰ عَذَابٍ غَلِیظࣲ﴾ إلى عذابٍ شديدٍ وثقيلٍ.
﴿ٱلۡحَمِیدُ﴾ الذي يستحقُّ الحمد دائمًا وأبدًا.
﴿وَلَوۡ أَنَّمَا فِی ٱلۡأَرۡضِ مِن شَجَرَةٍ أَقۡلَـٰمࣱ﴾ أي: لو تحوَّلَت كلُّ أشجار الأرض إلى أقلامٍ.
﴿وَٱلۡبَحۡرُ یَمُدُّهُۥ مِنۢ بَعۡدِهِۦ سَبۡعَةُ أَبۡحُرࣲ﴾ أي: ولو تحوَّل ماءُ البحر إلى مِدادٍ ومعه سبعةُ أَبْحُرٍ.
﴿مَّا نَفِدَتۡ كَلِمَـٰتُ ٱللَّهِۚ﴾ ما انتهَت كلماتُه سبحانه، فعِلمُ الله لا يُحدُّ بأقلامٍ ومِدادٍ، وهو أوسعُ وأشملُ وأبقَى من الدنيا وما فيها.
﴿مَّا خَلۡقُكُمۡ وَلَا بَعۡثُكُمۡ إِلَّا كَنَفۡسࣲ وَ ٰ⁠حِدَةٍۚ﴾ فالكثرة والقلة لا تعني لله شيئًا، فقدرة الله على الخلائق كلِّها كقدرته على واحدٍ منها، وهذا ردٌّ على مَن يُنكرُ البعث على سبيل الاستبعاد، كأنَّه يستثقل أن يُعيدَ الله كلَّ هؤلاء الناس على اختلاف أجيالهم في ساعةٍ واحدةٍ.
﴿إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّكُلِّ صَبَّارࣲ شَكُورࣲ﴾ كثيرُ الصبرِ، كثيرُ الشكرِ.
﴿وَإِذَا غَشِیَهُم مَّوۡجࣱ كَٱلظُّلَلِ﴾ أي: كالسُّحُب المُتراكِمة.
﴿فَمِنۡهُم مُّقۡتَصِدࣱۚ﴾ عدل، يُوفِي بعهده فلا ينكُث، ومِن هنا تبعيضيَّة تُشعِر بالقِلَّة، فالمعهودُ عن المشركين غير هذا؛ إذ هم ينقَلِبُون بعد نجاتهم جاحِدِين وكافرين، وهذا معنى قوله تعالى: ﴿وَمَا یَجۡحَدُ بِـَٔایَـٰتِنَاۤ إِلَّا كُلُّ خَتَّارࣲ كَفُورࣲ﴾ والختَّارُ: الغادِرُ الناكِثُ للعهد.
﴿لَّا یَجۡزِی وَالِدٌ عَن وَلَدِهِۦ وَلَا مَوۡلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِۦ شَیۡـًٔاۚ﴾ ترسيخٌ لقيمة المسؤوليَّة، وتأكيدٌ لعقيدة العدل الإلهي، وقد جاء التذكيرُ بها في خواتيم سورة لقمان؛ لأن قصَّتَها تدور حول علاقة الوالد بولده.
﴿وَلَا یَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ﴾ أي: لا يغُرَّنَّكم الغَرور بعيدًا عن دين الله وطريقه المستقيم، ويصِحُّ إطلاقُ الغَرور على كلِّ من يكون سببًا في هذا؛ كهوَى نفسٍ، ووسوسةِ شيطانٍ، وكيد عدوٍّ، وغوايةِ صديقٍ.
﴿إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُۥ عِلۡمُ ٱلسَّاعَةِ﴾ فلا يعلمها غيره.
﴿وَیُنَزِّلُ ٱلۡغَیۡثَ﴾ فلا يُنزِّل الغيثَ في موعده ومكانه غيره.
﴿وَیَعۡلَمُ مَا فِی ٱلۡأَرۡحَامِۖ﴾ هو علمُ الله الشامِلُ لكلِّ ما يكون في الأرحام من تلقيحٍ، وتخليقٍ، ونفخِ روحٍ، وصفاتٍ ماديَّةٍ ومعنويَّةٍ.
﴿وَمَا تَدۡرِی نَفۡسࣱ مَّاذَا تَكۡسِبُ غَدࣰاۖ﴾ أي: ماذا يكون لها من عوارض وطوارئ.
﴿وَمَا تَدۡرِی نَفۡسُۢ بِأَیِّ أَرۡضࣲ تَمُوتُۚ﴾ عطَفَ الخاصَّ على العام؛ للتنبيه عليه والتذكير به، فمكان موت الإنسان داخِلٌ في قوله: ﴿وَمَا تَدۡرِی نَفۡسࣱ مَّاذَا تَكۡسِبُ غَدࣰاۖ﴾، والله أعلم.