أي: لا أحد أظلمُ وأزيدُ تعدِّياً ممَّنْ ذُكِّرَ بآيات ربِّه، التي أوصلها إليه ربُّه، الذي يريد تربيتَه وتكميلَ نعمتِهِ عليه على يدِ رسلِهِ، تأمره وتذكِّره مصالحه الدينيَّة والدنيويَّة، وتنهاه عن مضارِّه الدينيَّة والدنيويَّة، التي تقتضي أنْ يقابِلَها بالإيمان والتسليم والانقياد والشكر، فقابلها هذا الظالمُ بضدِّ ما ينبغي، فلم يؤمنْ بها ولا اتَّبَعها، بل أعرض عنها وتركها وراء ظهرِهِ؛ فهذا من أكبر المجرمين، الذين يستحقُّون شديد النقمة، ولهذا قال: {إنَّا من المجرِمين منتَقِمون}.